بعد قرعة نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين 2025–2026 تتجه أنظار الشارع الرياضي السعودي نحو مواجهة ثقيلة تجمع الهلال بالأهلي في طريق لا يحتمل التعثر، لقاء كبير ومرتقب ليس فقط لأنه نصف نهائي بل لأنه يحمل مواجهات تاريخية بين الفريقين يعرفان جيداً معنى المباريات الحاسمة. من الناحية الفنية، يدخل الهلال المباراة بثباتٍ واضح في منظومته التكتيكية وباعتماده على أسلوب السيطرة العالية على الكرة والضغط المستمر في الثلث الأخير ما جعله أكثر فرق الموسم قدرةً على فرض إيقاعه، قوة الهلال خاصة في نجومه الأساسيين ولا ننسى دكة بدلاء فهي قادرة على المحافظة على النسق نفسه وهي نقطة تمنح الفريق مرونة أكبر في إدارة المواجهات. في الجهة المقابلة، يظهر الأهلي هذا الموسم بصورة متفاوتة لكنه يستعيد قوته الحقيقية في اللقاءات الكبرى تحديداً، الأهلي يملك مرونة في التحول الهجومي ويجيد اللعب المباشر الذي قد يسبب إزعاجاً لدفاعات الهلال إذا لم يحسن إغلاق المساحات وسيكون خط الوسط الأهلاوي مركز الثقل فهو القادر على تعطيل الهلال وقطع الإمدادات عن المهاجمين وهي مهمة إن نجحت فقد تغيّر شكل المباراة بأكملها. رغم أن المعطيات الفنية تميل لمصلحة الهلال، إلا أن مثل هذه المباريات تُحسم بالتفاصيل الصغيرة: كرة ثابتة، لحظة تركيز، أو خطأ غير محسوب. والأهلي كالهلال يدخل المباراة بنمط "لا شيء ليخسره"، وهو ما يمنحه مساحة للمغامرة قد تجعل المباراة مفتوحة من الفريقين. في رأيي الشخصي رغم ثقل الهلال واستقراره إلا أن الأهلي يمتلك القدرة على قلب التوقعات إذا نجح في فرض أسلوبه وإرباك إيقاع المنافس، التوقع صعب خاصة أن المباراة ستكون قوية من الطرفين وقد تحمل سيناريو خارج التوقع الأكيد أن الجمهور أمام واحدة من أكثر مواجهات الموسم إثارة ودمتم سالمين.