أكد الأستاذ بدر الحربي، مدرب القيادة والإدارة، أن على المديرين التعامل مع التدريب باعتباره عملية مستمرة وليست حدثًا منفصلًا أو مناسبة عابرة أو مجرد سجل لساعات تدريبية. وأوضح أن التدريب يحتاج إلى متابعة دائمة ودعم منهجي لضمان تحوّل المهارات المكتسبة إلى ممارسات واقعية داخل بيئة العمل. وشدّد على أهمية استثمار المؤسسات في تطوير أنظمة وأدوات تساعد الموظفين على تطبيق ما يتعلمونه، وربطه بالأداء الوظيفي وقياس أثره على التشغيل المؤسسي. وأوضح الحربي أن سد الفجوة بين التدريب والأداء يتطلب جهدًا منظمًا وطويل الأمد، مؤكدًا أن العائد على هذا الاستثمار يستحق العناء. وأضاف أن المنظمات التي تنجح في تحويل التدريب إلى أداء فعلي هي الأكثر قدرة على تحسين الرضا الوظيفي وتعزيز الولاء المؤسسي وبناء ميزة تنافسية مستدامة في سوق العمل. ولفت إلى أن أحد أبرز التحديات يتمثل في انفصال محتوى التدريب عن واقع العمل اليومي؛ إذ تُقدَّم بعض البرامج بصيغة نظرية بحتة لا تعكس التحديات الفعلية التي يواجهها الموظفون، ما يجعل تطبيق ما تعلموه أمرًا صعبًا عند عودتهم إلى مواقع عملهم، إضافة إلى كون بعض الدورات لا تستهدف الفئة المعنية فعلًا. كما أشار الحربي إلى أن نقص المتابعة بعد التدريب يُعدّ عائقًا رئيسيًا؛ فغياب التوجيه والدعم يعيد الموظف سريعًا إلى ممارساته القديمة، مما يجعل أثر التدريب محدودًا أو منعدمًا رغم تكلفته العالية على المؤسسات.