في ظل انخفاض درجات الحرارة خلال فصل الشتاء، يلجأ الكثير من الأسر إلى استخدام فحم التدفئة داخل المنازل أو الاستراحات أو المخيمات، بهدف الحصول على الدفء والشعور بالراحة، إلاّ أن هذا الأسلوب التقليدي يحمل مخاطر كبيرة على الصحة والحياة في حال عدم الالتزام بإجراءات السلامة، وفي مقدمتها تأمين فتحات تهوية كافية لتجديد الهواء داخل المكان. ويحذر مختصون في السلامة المنزلية من خطورة انبعاث غاز أول أكسيد الكربون الناتج عن احتراق الفحم في الأماكن المغلقة، مبيناً أن هذا الغاز لا لون له ولا رائحة، ما يجعل استنشاقه يتم دون أن يشعر الشخص، الأمر الذي يؤدي إلى الدوار وفقدان الوعي ثم الوفاة خلال دقائق، مؤكدين على أن الكثير من حالات الاختناق في الشتاء ناتجة عن غياب الوعي وعدم إدراك خطورة إشعال الفحم في غرف مغلقة. من جانبه شدّد الدكتور محمد الزهراني -اختصاصي الطوارئ- على ضرورة وجود فتحات تهوية دائمة عند استخدام الفحم، وفتح النوافذ بشكل جزئي لضمان دخول الهواء النقي، إضافةً إلى وضع الفحم في مكان بعيد عن مصادر النوم، وعدم تركه مشتعلاً أثناء الليل، ناصحاً باستخدام أجهزة كاشف غاز أول أكسيد الكربون في المنازل للاستشعار المبكر. وفي الوقت نفسه، يوصي الدفاع المدني بعدم إشعال الفحم داخل الغرف أو السيارات أو الخيام المغلقة، وضرورة التأكد من إطفائه تماماً قبل النوم، مبيناً أن الحرص على اتباع تعليمات السلامة يحافظ على أرواح الجميع، ويجعل موسم الشتاء آمناً ودافئاً دون حوادث مؤسفة.