لم يعد الحديث عن ازدحام "روزنامة" الموسم مجرد ملاحظة عابرة، بل أصبح واقعًا ضاغطًا يفرض نفسه بقوة على الأندية السعودية، ولا سيما تلك المشاركة في دوري آسيا للأندية. فعند مراجعة جدول دوري "روشن" لعام 2025، نجد إشكالية واضحة في توزيع المباريات بصورة لا تراعي المتطلبات الفنية البدنية للأندية التي تمثل الوطن قاريًا. توالي المباريات بين الاستحقاقات المحلية والآسيوية مع محدودية فترات الراحة، يجعل الأندية أمام تحدٍّ قاسٍ يهدد جاهزيتها الفنية ويعرض لاعبيها إلى إرهاق كبير جداً، وفي حالات عدة لا تتجاوز المدة الزمنية بين مباراة قارية وأخرى محلية بضعة أيام، وهذا لا يحقق الاستشفاء المطلوب ويزيد من احتمالات الإصابات ويقلل من جودة الأداء على المستويين المحلي والخارجي. الجدولة الحالية لا تكتفي بإحداث ضغط بدني على اللاعبين، بل تضع الفرق في موقف تنافسي غير متكافئ على المستوى القاري، بما قد ينعكس سلبًا على طموحات كرة القدم السعودية في تحقيق حضور قوي ومشرف في البطولات الآسيوية. فكيف يمكن المطالبة بنتائج استثنائية، بينما لا تتوافر العناصر التنظيمية التي تضمن الحد الأدنى من العدالة والجاهزية؟ من الضروري مراجعة شاملة لمنهجية الجدولة، بما يضمن تحقيق توازن حقيقي بين الاستحقاقات المحلية والدولية، وأن يتم إشراك الأندية في صناعة القرار لضمان مراعاة ظروفها الفنية ومشاركاتها الخارجية، كما أن توفير فترات راحة مناسبة بين المباريات واعتماد آليات مرنة لإعادة جدولة بعض اللقاءات عند الحاجة، يعدّان من الإجراءات الملحّة للحفاظ على سلامة اللاعبين واستدامة المنافسة. حماية ممثلي الوطن في المحافل القارية مسؤولية مشتركة تتجاوز الأندية ذاتها، وتستوجب من المنظومة الرياضية اتخاذ خطوات عملية عاجلة تعزز جاهزية الفرق وقدرتها على الظهور بمستوى يليق بسمعة كرة القدم السعودية فالمسألة ليست مجرد مواعيد مباريات، بل استثمار في هوية رياضية وطنية يفترض أن نحافظ عليها بكل جدية. ودمتم سالمين.