مع دخول فصل الشتاء وارتفاع معدل استخدام سخانات المياه الكهربائية في المنازل، تبرز أهمية إجراء الصيانة الدورية لهذه الأجهزة لضمان السلامة والحد من الحوادث المحتملة. ويعد الإهمال في فحص السخانات أحد أبرز أسباب الحوادث المنزلية التي قد تصل إلى حرائق أو انفجارات نتيجة تلف الصمامات أو تراكم الأملاح داخل الخزانات. وأوضح المهندس فهد الحارثي -مختص في صيانة الأجهزة المنزلية- أن السخان يحتاج إلى فحص شامل مرة واحدة على الأقل كل ستة أشهر، خاصةً قبل موسم البرد، ذاكراً أن من أهم أجزاء السخان التي يجب التأكد من سلامتها هي صمام الأمان، والترموستات، والعازل الداخلي. وقال: تلف صمام الأمان قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الماء داخل السخان مما يزيد من احتمالية الانفجار، لذلك يجب استبداله فور ظهور أي خلل. من جهته أكد المختص في التمديدات الكهربائية سامي السيد أن جزءًا من مشكلات السخانات يعود إلى سوء التوصيلات الكهربائية أو استخدام أسلاك غير مناسبة للقدرة الكهربائية للسخان. وأضاف: الكثير من الحوادث تبدأ من ارتفاع الحرارة أو تماس كهربائي بسيط، لذلك يجب التأكد من جودة الأسلاك، واستخدام قواطع حماية مناسبة، وعدم تركيب السخان بطريقة عشوائية أو بجهود شخصية دون وجود مختص، مشدداً على ضرورة عدم تشغيل السخان بشكل دائم طوال اليوم لأن ذلك يرهق النظام الكهربائي وقد يؤدي إلى احتراق الأسلاك الداخلية. من ناحيتها شددت المديرية العامة للدفاع المدني على ضرورة عدم رفع درجة حرارة السخان لأعلى من 70 درجة مئوية، مؤكدة أن ذلك يقلل من استهلاك الكهرباء ويحد من مخاطر ارتفاع الضغط الداخلي. وذكرت أن رفع الحرارة بشكل مبالغ فيه يضعف أجزاء السخان مع مرور الوقت ويزيد من احتمالات تسرب المياه الساخنة أو الانفجار. وتشهد أقسام الطوارئ في عدد من المستشفيات خلال مواسم الشتاء ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابات الناتجة عن انفجار السخانات أو تسرب المياه، سواء على شكل حروق أو إصابات مباشرة. وأوضحت الدكتورة نجلاء السبيعي -طبيبة طوارئ- أن بعض الحالات التي تصل تكون من حروق من الدرجة الثانية أو الثالثة، مشيرة إلى أن كثيراً منها يمكن تجنبه بإجراء صيانة بسيطة قبل الاستخدام المكثف. وأكد المواطن سلمان العتيبي على أنه تعوّد على فحص السخان سنوياً بعد تعرضه سابقًا لتسرب مفاجئ أدى إلى تلف جزء من سقف دورة المياه، مشيرًا إلى أن الصيانة المبكرة توفر المال وتضمن راحة الأسرة وسلامتها. ومع توقع انخفاض درجات الحرارة خلال الأسابيع المقبلة، تبقى الوقاية والفحص المنتظم هما الخطوة الأهم للحفاظ على سلامة المنازل وأفرادها.