اختتمت مساء أمس في حي جاكس بالدرعية فعاليات النسخة الثانية من معرض «الكتب الفنية - PaperBack»، الذي نظمته مؤسسة بينالي الدرعية، وسط حضور فني وثقافي واسع من المهتمين بالفن والنشر الإبداعي، ليؤكد المعرض نجاحه في ترسيخ مكانته كإحدى أبرز المنصات المتخصصة في فنون الكتاب والنشر المستقل. وجمع المعرض بين دفء الفكرة وبهاء الورق، حيث تحوّل الحبر إلى لون يتكلم، والكتب إلى لوحات تنبض بالحياة، في فضاء احتفى بالمبدعين من مختلف الثقافات تحت مظلة الفن والتجريب. وقالت سيبيل فاسكيز، مديرة البرنامج الثقافي في مؤسسة بينالي الدرعية، في حديثها ل«الرياض»: «هذه النسخة الثانية من PaperBack تمثل استمرارًا للحلم الذي بدأناه قبل عامين، حلم أن يصبح الكتاب مساحة فنية مفتوحة للحوار والإبداع. ويسعدنا هذا الحضور الكبير من الزوار، والأجمل انضمام العارضين من مختلف أنحاء العالم الذين جعلوا من الحدث ملتقى دوليًا للفن والنشر». وأضافت فاسكيز أن المعرض يسعى إلى ترسيخ مكانة المملكة كمركز متجدد للنشر الفني وصناعة الكتاب المعاصر، من خلال تبادل الخبرات بين الفنانين والناشرين والمهتمين بالتصميم والإنتاج الإبداعي. وشهدت النسخة الثانية مشاركة مؤسسات من أكثر من "12 "دولة، من بينها مصر، الصين، الإمارات، الهند، لبنان، قطر، هولندا، المغرب، سنغافورة، إيطاليا، سويسرا، واليابان، إلى جانب حضور سعودي لافت تمثل في معهد مسك للفنون، وسوالف كولكتف، ودار خُنفس للنشر، وبن عطية للمطبوعات العربية، وغيرها من الكيانات الثقافية التي تمزج بين التراث والحداثة في تجربة بصرية ثرية. وتنوع البرنامج المصاحب بين ورش العمل والجلسات الحوارية التي شهدت إطلاق كتب فنية جديدة مثل «أفكار للطعام» ومستقبل الإسكان في الخليج»إضافة إلى ورش تفاعلية في تصميم الملصقات وصناعة الكتب التفاعلية وفنون الكولاج والتجليد الياباني والخط العربي، فضلاً عن أنشطة مخصصة للأطفال والعائلات. وفي مشهدٍ ختامي مفعم بالألوان والضوء، تجول الزوار بين أجنحة المعرض يلامسون الورق كما تُلامس القصيدة، ويصغون إلى الحبر كما يُصغى إلى الموسيقى، لتغدو «الدرعية» على مدى أيام المعرض مساحةً للقاء الثقافات وتجسيدًا لعلاقة الفن بالكتاب. ومع إسدال الستار على النسخة الثانية، كتب «الكتب الفنية» قصيدته الثانية في قلب الدرعية.. قصيدةً من ورق وضوء وذاكرة تُروى بحبر سعودي لا يجف.