واصل «مؤتمر النقد السينمائي الدولي» الذي تنظّمه هيئة الأفلام، أعماله في يومه الثاني ببرنامجٍ من الجلسات الحوارية وورش العمل والعروض التقديمية، ركّز على دور المكان والذاكرة في تشكيل المعنى السينمائي وأساليب النقد الحديثة، بمشاركة نقّاد وباحثين من اتجاهات ومدارس متعددة. افتُتحت الفعاليات بجلسة نقاشية بعنوان «السينما خارج الحدود»، تناولت أثر مغادرة الفنان لموطنه في الأسلوبين السردي والبصري، وكيف يسهم الانتقال بين البيئات والثقافات في توسيع أفق التجربة الإبداعية. وفي مسرح الورش، قُدِّمت ورشة «سرد المكان واستحضار الذاكرة: الفضاء السينمائي في السينما الإيطالية»، واستعرضت نماذج ثقافية متباينة تُبرز حضور المكان في تشكيل التجربة السينمائية وبناء الذاكرة الجمعية. وشهد المسرح الرئيس جلسة حوارية بعنوان «تقاطعات نقدية مع مارك بيرانسون» قدّمها الناقد بيرانسون، وعرّف خلالها المشاركين بأدوات تحليل الفيلم وطرائق قراءة رسائله الجمالية والسردية. كما عُرضت جلسة «المكان والثقافة والهوية السينمائية في السينما الكازاخية المعاصرة» التي ناقشت تمثّلات الهوية عبر الفضاءات المحلية، فيما قدّم عرضٌ مستقل قراءةً في توظيف سينما الرعب في أميركا اللاتينية بوصفها أداة لكشف مظاهر الظلم والاستبداد والتهميش، وإعادة صياغة العلاقة بين المكان والذاكرة. وتضمّن البرنامج عرضًا تقديميًا بعنوان «فن المكان في السينما.. المهرجانات والذاكرة وإعادة التشكيل في العصر الرقمي»، ناقش التحوّل في أدوار المهرجانات مع اتساع فضاءات العرض الرقمية، وإسهامها في حفظ الذاكرة الثقافية ورسم ملامح مستقبل الصناعة. واستضافت الجلسة الرئيسة حوارًا مع الناقد الإيطالي كارلو شاتريان مدير «المتحف الدولي للسينما»، تحت عنوان «تأملات في السينما المعاصرة»، أدارَه عبدالجليل الناصر المدير العام لتطوير القطاع وجذب الاستثمارات في هيئة الأفلام، وتناول تحوّلات الذائقة، وصلات المخرجين بجمهورهم، ودور النقد في إعادة تعريف موقع السينما اليوم. وفي مسرح الورش أيضًا قُدِّمت محاضرة «إعادة تصوّر مدينة مكسيكو سيتي: التحوّلات الحضرية على الشاشة من العصر الذهبي إلى السينما العالمية» التي تتبّعت تحوّل المدينة إلى «شخصية سردية» تعكس التفاوتات الاجتماعية والثقافية، إضافة إلى ورشة «مبادئ النقد السينمائي» التي عرّفت بأسس تحليل الصورة والصوت والبنية السردية ودلالات الإخراج عبر تطبيقات عملية لصقل مهارات القراءة النقدية. واختُتمت فعاليات اليوم بعرض فيلم «أخبار من الوطن» (News from Home)، الذي يزاوج بين رسائل شخصية وصور مطوّلة لمدينة نيويورك، في سرد بصري يوازن بين الغربة والحنين ويستكشف تعقيدات الروابط العائلية.