تتجلى في بطون وأطراف وادي فاطمة بمكةالمكرمة، عمقه التاريخي الموغل في القدم، وتميزه في ربط المدن الثلاث الطائف وأم القرى وجدة، وتنبع روافده من جبال الطائف مروراً بمئات البلدات، والقرى، والهجر، التي تقع على ضفافه الوادي الشهير، مما جعلها ممراً تاريخياً على مر العصور، لقوافل الحجاج والتجار، فيما لم تخلُ كتب الجغرافيين والمؤرخين، والمستشرقين من ذكر الوادي الذي يعتبر شاهد عصر لحقب زمنية مختلفة. "الوادي المنقذ" العبارة التي يمكن أن تطلق على الوادي السحيق الذي شهدت له مدينة جدة بأنه المصدر المهم لتغذيتها بالمياه قبل أن تُعرف تقنيات صناعة المياه المحلاة من البحر الأحمر. وما بين سد وادي فاطمة، ومحافظة الجموم حاضرة الوادي الشهير، تظل مناطق المزارع والمشاتل الزراعية التي أصبحت علامة فارقة في جبين الوادي، تجسد تنامي موارده الطبيعية والاقتصادية. وتبقى آثار الاستيطان البشري في الوادي ماثلة، في بقايا عيون، وبرك، ومجاري مائية قديمة، ونقوش حجرية ثابتة، وقلاع وحصون ومبان تاريخية، فضلاً عن مسجد الفتح التاريخي الشهير.