كشاهد عصر على تاريخ موغل في القدم للعمل الإنساني، تظل أطلال مبرة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمه الله- في وادي فاطمة وتحديداً في مدينة الجموم، كقناة تطل من خلالها أجيال اليوم، على تاريخ وملامح العمل الإنساني في الجموم حيث أنشئت عام 1355ه بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وما تسببت به من انقطاع سلاسل الإمداد فضلاً عن تأثر وادي فاطمة زراعياً بسبب قلة المياه الجوفية. وتقع المبرة التاريخية اليوم على طرف مركزية مدينة الجموم على يمين الذاهب إلى جدة عبر طريق بحرة، حيث تضم مباني تاريخية مبنية من الأحجار البركانية التي جلبت من الجبال القريبة من الجموم، ومسقوفة بجذوع الأخشاب تعلو أبوابها أقواساً نصف دائرية. وطبقاً لمصادر من محافظة الجموم فإن المبرة كانت تقوم بدور كبير في توفير الغذاء للمعوزين والمنقطعين من سكان الجموم وبقية القرى بوادي فاطمة إضافة إلى قاصدي بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين. مبرة المؤسس بالجموم بعمرها الذي يفوق تسعين عاماً، سبقت منظمات دولية متخصصة في البرامج الغذائية وتنسيق الجهود الإنسانية وحقوق الإنسان.