أعلن وزير الدفاع السوداني حسن كبرون الثلاثاء أن الجيش سيواصل القتال في مواجهة قوات الدعم السريع، بعدما ناقش مجلس الأمن والدفاع مقترحا أميركيا لوقف إطلاق النار. وقال في خطاب بثه التلفزيون الرسمي إن"التجهيزات لمعركة الشعب السوداني متواصلة". وأضاف عقب اجتماع المجلس في الخرطوم "نشكر إدارة ترمب على جهودها ومقترحاتها لتحقيق السلام"، متابعا:"تجهيزاتنا للحرب حق وطني مشروع". ولم تُعلن أي تفاصيل عن المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، وأشار وزير الدفاع، في تصريح إلى أن الاجتماع ناقش الأوضاع الأمنية في البلاد، مضيفًا أن مجلس الأمن والدفاع استعرض الترتيبات اللازمة لعدم تكرار مأساة مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وتطرق لانتهاكات ميليشيا "الدعم السريع". كما تم خلال الاجتماع استعراض الموقف السياسي والعسكري والأمني في جميع جبهات القتال في السودان. وأوضح وزير الدفاع السوداني أن المجلس ناقش الأحداث في الفاشر والانتهاكات الجسيمة وغير المسبوقة التي ارتكبتها ميليشيا "الدعم السريع" بحق المدنيين التي وجدت إدانة من المجتمع الدولي. ونوه بأن المجلس ناقش أيضًا الوضع الإنساني في البلاد والمهددات الأمنية والاستعداد للعمليات الجارية والمستقبلية، وبحث المبادرات المقدمة من بعض الدول والأصدقاء، مشيرًا إلى أن مجلس الأمن والدفاع رحب بالجهود المخلصة التي تدعو لإنهاء معاناة السودانيين التي سببتها الميليشيا. ودعا المجلس إلى استنفار الشعب السوداني لمساندة القوات المسلحة للقضاء على الميليشيا المتمردة في إطار التعبئة العامة وجهود الدولة من أجل إنهاء التمرد وتقديم رؤية حكومة السودان حول تسهيل وصول المساعدات الإنسانية ودعم العمل الإنساني واستعادة الأمن والسلام في كل أرجاء السودان، حيث تم تكليف لجنة لإعداد تلك الرؤية. هذا وقُتل 40 شخصا على الأقل وأصيب آخرون في هجوم على تجمع عزاء في الأبيض عاصمة شمال كردفان بالسودان، بحسب ما أفاد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الأربعاء . ولم يحدد المكتب الجهة التي تقف وراء الهجوم فيما تشتد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدن كردفان. وحذر من أن "الوضع الأمني في منطقة كردفان مستمر في التدهور". وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أن الحكومة الأميركية "ملتزمة تماما" بإيجاد حل سلمي للصراع الدائر في السودان، لكنّها أقرّت بأن "الوضع الميداني معقد جدا في الوقت الراهن". وامتدت رقعة الحرب التي أودت بعشرات الآلاف وهجّرت الملايين في السنتين الماضيتين، إلى أماكن جديدة في السودان في الأيام القليلة الماضية مثيرة المخاوف من اشتداد الكارثة الإنسانية بشكل أكبر. وبعد وساطة في نزاعات أخرى في إفريقيا والشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة، تسعى الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترمب للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في السودان. ورفضت السلطات الموالية للجيش مقترح هدنة في وقت سابق كان ينص على استبعادها واستبعاد قوات الدعم السريع المتقاتلتين، من عملية الانتقال السياسي بعد إنهاء النزاع. وتأتي المحادثات الأخيرة عقب تصعيد ميداني إذ تستعد قوات الدعم لشن هجوم على ما يبدو على منطقة كردفان (وسط) بعد أن استولت على الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور في الغرب. وروى عدد من الناس الذين فروا من الفاشر مشاهد الخوف والعنف الذي مارسته قوات الدعم السريع. وقال محمد عبدالله (56 عاما) إن مقاتلي الدعم أوقفوه أثناء فراره من الفاشر السبت، بعد ساعات على سقوطها. وأكد أن عناصر الدعم السريع "طلبوا منا هواتفنا وأموالنا وكل شيء. قاموا بتفتيشنا بشكل دقيق". وأثناء توجهه إلى طويلة، على مسافة 70 كيلومتر غربا شاهد "جثة في الطريق يبدو وكأن كلبا نهشها". وفي تظاهرة في الخرطوم الخاضعة لسيطرة الجيش، شارك أطفال الاثنين في احتجاج مناهض لقوات الدعم السريع. ورفع أحد التلاميذ لافتة كُتب عليها بخط اليد "لا لقتل الأطفال، لا لقتل النساء". وكتب على لافتة أخرى "الميليشيا تقتل نساء الفاشر دون رحمة". ورغم نداءات دولية متكررة، تجاهل طرفا النزاع، وكلاهما متهم بارتكاب فظائع، الدعوات لوقف إطلاق النار حتى الآن.