اعتقلت السلطات السودانية أمس، رئيس «مجلس الصحوة الثوري»، زعيم قبيلة المحاميد موسى هلال وابنه حبيب، على أن يتم ترحيلهما إلى مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، ومنها إلى العاصمة الخرطوم، وذلك على خلفية ضلوعهما في مواجهات وقعت بسبب تنفيذ حملة جمع السلاح من المدنيين في منطقة «بادية مستريحة»، قُتل وأُصيب فيها العشرات وأدت إلى نزوح عدد كبير من النساء والأطفال. وقال وزير الدولة في وزارة الدفاع الفريق ركن علي محمد سالم إن الأوضاع الأمنية في «بادية مستريحة» مستقرة الآن. وكشفت مصادر مأذونة أن هلال الذي يعارض بقوة حملة الحكومة السودانية لجمع السلاح، اقتيد بعد اصابته في كتفه مع 2 من أنجاله وشقيقه وصهره وآخرين، أثناء وجودهم في «بادية مستريحة» معقل الزعيم القبلي الذي يُشتبه بقيادته ميليشيا الجنجاويد المتهمة بارتكاب انتهاكات في دارفور. كذلك أوقفت قوات الدعم السريع التي تنفذ حملة جمع السلاح في دارفور، أبرز مساعدي هلال، الناطق باسم المجلس الثوري هارون مديخير. وأعلن الناطق باسم قوات الدعم السريع العقيد عبد الرحمن الجعلي أن متفلتين في المنطقة نصبوا مكمناً لقواتهم ما أدى إلى مقتل قائد القوة العميد عبد الرحيم جمعة عبد الرحيم، و9 آخرين. وتتمسك الحكومة السودانية بجمع أسلحة المليشيات والقبائل وتشدد على أهمية حصر امتلاك الأسلحة بالقوات الحكومية، الأمر الذي عارضه هلال رافضاً التجاوب مع تلك الحملة علناً، كما اعترض على تولي قوات الدعم السريع المهمة باعتبارها «غير محايدة ولا تملك الأهلية لذلك». على صعيد آخر، أعلن حاكم ولاية جنوب كردفان عيسى آدم أبكر إنه بحث مع فريق من السفارة الأميركية في الخرطوم زار عاصمة الولاية كادقلي، امكان تطبيق اقتراح أميركي بإيصال المساعدات الإنسانية إلى منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وزار وفد من السفارة الأميركية بقيادة المستشار السياسي والاقتصادي، بن والاس برفقة المسؤولين الأمني والعسكري في السفارة إلى كادقلي. وأوضح ابكر أن الوفد اطلع على الأوضاع الأمنية في الولاية وجهود الحكومة في مسار تحقيق السلام وتقديم الخدمات للمواطنين إلى جانب ما بذلته الحكومة فى ملفَي العائدين من مناطق سيطرة الحركة الشعبية واللاجئين من دولة جنوب السودان في المجالات الإنسانية والتنموية. وأشار إلى إشادة وفد السفارة الأميركية بالتقدم الذي أحرزته حكومة الولاية في مسار تحقيق السلام والتزامها وقف العدائيات ومساهمتها في بسط الأمن والاستقرار. وقال ابكر إن السفارة الأميركية تعهدت بالمساهمة في الضغط على حملة السلاح من متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» ودفعهم في اتجاه قبول المبادرة والتقدم نحو عملية سلمية لتسوية ملف الحرب. وتهدف هذه المبادرة التي قبلتها الخرطوم، إلى كسر الجمود الذي يحول دون التوقيع على اتفاق لوقف العدائيات وتوزيع المساعدات الإنسانية بين اطراف النزاع في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان بخاصة بعد تمسك الحركة بنقل 20 في المئة مباشرة إلى مناطقها في النيل الأزرق عبر مدينة أصوصا الأثيوبية الواقعة قرب الحدود مع السودان. وأكد والاس حرص بلاده على دفع الأطراف نحو إحراز تقدم في اتجاه التوقيع على اتفاق السلام وتطوير وقف القتال إلى وقف شامل للنار والتسوية الشاملة.