قال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن مئات الآلاف من المدنيين محاصرون وسط تصاعد القتال في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان. وصرح منسق الأممالمتحدة لشؤون الإغاثة في الحالات الطارئة توم فليتشر بأنه: "مع توغل المقاتلين أكثر داخل مدينة الفاشر وانقطاع طرق الهروب، فإن مئات الآلاف من المدنيين محاصرون وهم في حالة رعب – حيث يتعرضون للقصف، ويعانون من الجوع، ولا يمكنهم الوصول إلى الغذاء أو الرعاية الصحية أو الشعور بالأمان." وتابع فليتشر إنه "يشعر بقلق بالغ إزاء تقارير تفيد بسقوط ضحايا مدنيين ووقوع عمليات نزوح قسري"، ودعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار في الفاشر، وفي أنحاء دارفور، وفي عموم السودان." وأضاف: "يجب السماح للمدنيين بالمغادرة عبر ممرات آمنة وتمكينهم من الحصول على المساعدات. كما يجب السماح لمن يفرون إلى مناطق أكثر أمنا بالقيام بذلك بأمان وكرامة، ويجب توفير الحماية لمن يبقون – بمن فيهم العاملون المحليون في مجال الإغاثة. ويجب أن تتوقف فورا الهجمات على المدنيين والمستشفيات وعمليات الإغاثة الإنسانية." وبحسب تقديرات الأممالمتحدة، يعيش نحو 300 ألف شخص في أوضاع مأساوية بمدينة الفاشر، التي ظلت معزولة عن العالم منذ أكثر من عام. وأفادت بيانات قوات الدعم السريع شبه العسكرية بأنها سيطرت على مدينة الفاشر، آخر مدينة كانت خاضعة لسيطرة الحكومة في إقليم دارفور. ولم يعلق الجيش السوداني على ذلك في البداية. ووفقا لتقارير إعلامية، لا تزال المعارك مستمرة في عاصمة ولاية شمال دارفور. ولم يتسن في البداية التحقق من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة. وأعلنت قوات الدعم في بيان "بسط سيطرتها على مدينة الفاشر من قبضة المرتزقة والميليشيات...، وذلك بعد معارك بطولية تخللتها عمليات نوعية وحصار أنهكت العدو ومزّقت خطوط دفاعه وأوصلته إلى الانهيار التام". وجاء البيان بعد ساعات من إعلان الدعم السريع السيطرة على المقر الرئيسي للجيش في المدينة. وكانت "المقاومة الشعبية" وهي مجموعة مسلحة متحالفة مع الجيش أعلنت في وقت سابق استمرار المعارك في الفاشر، مؤكدة أنه "لم يبقَ لأهل الفاشر حصن وملاذ أخير.. سوى السلاح والمقاومة في مواجهة الميليشيات الإرهابية"، نافية أن يعني السيطرة على مقرّ الجيش سقوط الفاشر بأكملها. كذلك، أفادت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، بأنّ المعارك تتواصل، مشيرة إلى أنّ قوات الدعم سيطرت على "الفرقة التي غادرها الجيش منذ سنة ونصف إلى أماكن أكثر تحصينا". وأضافت أن السيطرة تمّت على "مجرّد مبانٍ خالية ليس لها أهمية". ويصعب بسبب المعارك وانقطاع الاتصالات التحقّق من مجريات الأحداث في الفاشر. ولم يردّ الجيش السوداني على طلب التعليق. وفي حال سقوط الفاشر، سيعني ذلك سيطرة الدعم السريع على كل ولايات إقليم دارفور الخمس، وتقسيم البلاد بين شرق يسيطر عليه الجيش وغرب تحت سيطرة الدعم السريع.