شهدت النسخة التاسعة من مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" التي عقدت في الرياض الأسبوع الماضي تحت شعار "مفتاح الازدهار" تطورات مهمة. فهذا التجمع صار الأكبر منذ انطلاق مبادرة مستقبل الاستثمار عام 2017 بمبادرة ولي العهد الأمير محمد -حفظه الله-. ان هذا المؤتمر السنوي، الذي صار يُلقب ب"دافوس الصحراء"، قد خطف الأنظار منذ افتتاحه بمشهد رمزياً لافتاً، عندما ظهر روبوتاً ذكياً صُمّم خصيصاً لحمل شعار المؤتمر «مفتاح الازدهار». بالفعل، فإن هذا المؤتمر قد تحول إلى مفتاح ضخم لجذب الاستثمارات الأجنبية التي تحتاجها بلدنا. ففي خلال تسع أعوام من عمره تمت على هامشه عقد العديد من الصفقات الضخمة التي وصلت قيمتها إلى 250 مليار دولار، أي ما يقارب من ترليون ريال سعودي. ففي خلال العام الماضي وحده نمت الاستمارات الأجنبية المتدفقه على المملكة بنسبة 24 % لتصل إلى 31.7 مليار دولار، أي ما يقارب 117,29 مليار ريال سعودي. وهذا مبلغ مثلما نرى ضخم جداً، سوف نستفيد منه في عملية إعادة هيكلة اقتصادنا وتقليل اعتمادنا على النفط. ولهذا فلا غرابة ان 90 % من الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتدفقة على المملكة، تتركز في القطاعات غير النفطية، الأمر الذي سوف يؤدي إلى ارتفاع وتائر نمو الصناعة المتقدمة والتقنية والسياحة والتقنيات العميقة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. فهذه القطاعات قد إرتفعت الاستثمارات المتدفقة عليها بمقدار 10 أضعاف. وهذا هو أكبر معين لنا في إعادة هيكلة اقتصادنا وتحقيق رؤية 2030. إن النجاحات التي نحققها، هي التي دفعت قادة المال والأعمال والصناعة والتكنولوجيا، إلى جانب نخبة واسعة من الزعماء السياسيين والدبلوماسيين إلى التجمع في الأسبوع الماضي في عاصمة بلدنا. الأمر الذي يعكس الموقع الجديد على خريطة الاقتصاد والسياسة العالمية، الذي نسرع الخطى نحو الوصول اليه. وتأتي على رأس الشركات التي ترغب الاستفادة من مبادرة الاستثمار في المملكة والمساهمة في إعادة هيكلة اقتصادنا كبريات الشركات في العالم كمجموعة غولدمان ساكس الذي مثلها ديفيد سولومون رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لها، ومجموعة سيتي غروب التي مثلها جين فريزر رئيسة مجلس إدارة المجموعة، وكذلك صندوق الاستثمارات العالمية بلاك روك الذي يدير أصولا بأكثر من 10 تريليونات دولار، والذي مثله لاري فينك الرئيس التنفيذي للصندوق. فهذه الشركات وغيرها وافقت على إنشاء منصة استثمارية متعددة فئات الأصول في الرياض. أن مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار لعام 2025 قد رسخ قناعة عالمية بأن السعودية قد تجاوزت دور المضيف لتصبح مركزاً لإعادة صياغة المفهوم التقليدي للمؤتمرات الاقتصادية.العالمية. فعلى مدى 3 أيام تحولت الرياض ليس فقط إلى مركز قيادة مالي واقتصادي عالمي يضم خلاصة العقول الاستثمارية الأكثر تأثيراً في العالم، وإنما إلى منصة مهمة ومفتاح ضخم لجذب رؤوس الأموال التي سوف تساهم في إعادة هيكلة اقتصادنا.