أصبحت "مبادرة مستقبل الاستثمار" التي تعرف أيضا باسم "دافوس الصحراء"، منصة لاستقطاب رؤوس الأموال العالمية إلى المملكة وموقعا لبناء الشراكات العالمية في كثير من المجالات المتنوعة التي تشمل الاستثمار، والتحول الرقمي، والتجارة، والتعاون في التنمية المستدامة، وغير ذلك من الأنشطة والقطاعات التي يتجاوز نفعها الحدود المحلية والإقليمية ليشمل مختلف دول العالم ويعود بالفائدة على البشرية جمعاء ويعزز ازدهار الشعوب، إذ تجاوز حجم الصفقات التي أبرمت منذ انطلاق المبادرة 250 مليار دولار، كما ارتفع معدل الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المملكة بنسبة 3.4 % لتصل إلى 31.7 مليار دولار، وأسهمت المشاريع المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة من خلال المبادرة في خلق أكثر من 500,000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة، إضافة إلى إنشاء 79 شركة جديدة عبر 13 قطاعًا استراتيجياً، وغدت المملكة وجهة عالمية رئيسة بفضل مشاريعها العملاقة والتي من ضمنها الاستضافة المنتظرة لمعرض إكسبو 2030 وكأس العالم 2034، وتميزت تلك الاستثمارات المتدفقة بالتنوع الإيجابي والتوافق مع استراتيجيات "رؤية 2030" التي تركز على تقليل الاعتماد على النفط بدلالة أن 90 % من تدفقات الاستثمار الأجنبي تتجه حاليًا إلى القطاعات غير النفطية مثل التصنيع المتقدم، والسياحة، وريادة الأعمال، وغير ذلك من المجالات والميادين بينما تشكل المشاريع النفطية 10 % فقط. جذب الاستثمار والتوسع في الشراكات وفي وتيرة متصاعدة تعاظمت قدرات "مبادرة مستقبل الاستثمار" على جذب المزيد من الاستثمارات والتوسع في بناء العلاقات المشتركة المزيد من التجارة المشتركة مع الدول الحليفة والصديقة، ويدلل على ذلك مخرجات نسخ المبادرة منذ إطلاقها حيث شهدت النسخة الأولى من المبادرة في عام 2017 م الإعلان عن إطلاق مشروع نيوم "مدينة المستقبل"، كما تم خلالها توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والشراكات مع عدد من الجهات العالمية كصندوق رؤية سوفت بنك حول خطة الطاقة الشمسية 2030، وشركة بلاكستون، ومجموعة فيرجن وبلاك روك، في حين شهدت النسخة الثانية من المبادرة والتي عقدت عام 2018 اتفاقيات تجاوزت قيمتها 225 مليار ريال وجمعت بين العديد من الشركات المحلية والعالمية في مجالات الطاقة والتقنية، والقنوات الأجنبية والوكالات العالمية،أما النسخة الثالثة من المبادرة والتي عقدت عام 2019 بحضور نحو 6000 مشارك من 110 دول، إضافة إلى 275 متحدثًا ونحو 30 شخصية دولية، فقد شهدت توقيع 26 اتفاقية تزيد قيمتها الإجمالية على 20 مليار دولار، ولم يكن تأثير توقف نسخة المبادرة الرابعة في 2020م بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) والاقتصار على عقدها افتراضيًا عائقا أمام عودة المبادرة من جديد لعملها في نسختها الخامسة عام 2021 كبوابة للتعارف مع المستثمرين وتوسيع الحضور الاقتصادي واستقطاب الاستثمارات وبناء الشراكات حيث بلغ معدل الحضور نحو 2000 بعثة، و5 آلاف مشارك من صناع القرار، وقادة شركات وصانعي سياسات ومستثمرين ومبتكرين من جميع أنحاء العالم اللذين بحثوا كيفية الاستثمار في المياه النظيفة، والتعليم، والصحة العامة، ومحاربة الفقر خاصة الدول التي لم تستطع الوصول إلى لقاح فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) وشهدت تلك الدورة تسلَّم 44 شركة عالمية تراخيص مقارّها الإقليمية لمزاولة نشاطها في المملكة ضمن برنامج جذب المقارّ الإقليمية للشركات العالمية الذي تشرف عليه وزارة الاستثمار والهيئة الملكية لمدينة الرياض كما وقعت خلالها شركة البحر الأحمر للتطوير (9) اتفاقيات مع علامات تجارية مرموقة عالمياً لإدارة وتشغيل فنادق المرحلة الأولى في مشروع البحر الأحمر، تقوم بموجبها مجموعة من العلامات التجارية المتخصصة بمجال الضيافة بتشغيل 9 من أصل 16 فندقاً في المرحلة التطويرية الأولى، التي ستوفر مجتمعةً أكثر من 1700 غرفة من إجمالي 3000 غرفة ضمن مخطط المرحلة الأولى من للمشروع ، كما تم تدشين شركة وادي الدمام، المملوكة لجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، وتوقيع صندوق التنمية السياحي مذكرة تفاهم مع "إنيسمور" لبحث إطلاق صندوق استثماري برأس مال قدره 1.5 مليار ريال سعودي، بهدف تطوير أكثر من 12 فندقاً في المملكة من فئة "لايف ستايل"، وفي النسخة السادسة التي تم عقدها عام 2022 تم تداول 1.4 مليون طن من الكربون في المزاد الأكبر من نوعه على مستوى العالم، كما وقع وزير النقل والخدمات اللوجستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني المهندس صالح بن ناصر الجاسر اتفاقيةً في مجال خدمات النقل الجوي بين حكومة المملكة وحكومة جمهورية بلغاريا، كما تم إطلاق "جائزة Algoritmi" بدعم من ناشر الأبحاث العالمي Springer Nature، بغرض إنشاء جائزة العلوم والتكنولوجيا السنوية للاحتفال بالذكاء الاصطناعي (AI) وأبحاث الروبوتات التي لديها القدرة على إنتاج حلول واقعية لمواجهة التحديات العالمية، وتم توقيع ست مذكرات تفاهم في مجالات الطاقة وجودة الحياة والصناعات الدفاعية والنقل والتقنية الحيوية والمالية، بهدف تعزيز وتطوير القدرات والمهارات ومعالجة التحديات الرئيسة التي تواجه القطاعات، والاستفادة من الخبرات وأفضل الممارسات العالمية، إضافة إلى إطلاق مبادرات جديدة، وتوفير فرص العمل، وفتح مقارّ إقليمية في المملكة بما يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وأعلنت أرامكو السعودية عن إنشاء صندوق للاستدامة بقيمة 1.5 مليار دولار للاستثمار في التقنية التي يمكن أن تدعم تحولًا مستقرًا وشاملًا للطاقة، الذي يُعد أحد أكبر صناديق رأس المال الجريء على مستوى العالم، فيما أعلنت مجموعة stc أنها خصصت مبلغ 300 مليون دولار إضافي، بالإضافة إلى 500 مليون دولار أمريكي ل STV، وهي أكبر شركة استثمار تكنولوجي مستقلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما أعلن صندوق الاستثمارات العامة عن إطلاق برنامج تنمية المحتوى المحلي، الهادف إلى رفع إسهام الصندوق وشركاته التابعة في المحتوى المحلي لتصل إلى 60 % بنهاية عام 2025، ودعم القطاع الخاص وتمكينه، وتحفيز المزايا التنافسية والابتكارية للصناعات الوطنية، بما يدعم جهود المملكة تجاه تعزيز دور المحتوى المحلي وفقاً للرؤية، أما النسخة السابعة من مبادرة مستقبل الاستثمار" والتي عقدت في العام 2023 فقد بلغ مجمل قيمة الاستثمارات التي تمت حوالي 17.9 مليار دولار في مختلف القطاعات، وتم الإعلان خلالها من طرف صندوق الاستثمارات العامة عن شراكته مع شركة بيريللي الإيطالية لصناعة الإطارات، لتصنيع مصنع للإطارات في السعودي، كما تم الإعلان عن عن أداة متخصصة لأجل حوكمة المخاطر البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات الناشئة في الأسواق العالمية، وشهدت الدورة الثامنة من "دافوس الصحراء" والتي عقدت في العام 2024 إطلاق ثلاث مبادرات رئيسة تتمثل في الذكاء الاصطناعي الشامل، وصحة البشرية، و"وايف" للمحيط، كما تم دعوة أكثر من 110 شركات، وكذلك حكومات من الشمال والجنوب العالمي للانضمام بهدف إحداث تأثير على حياة المواطنين من خلال توفير فحوصات صحية مجانية للمواطنين كل سنتين، وتخفيض يصل إلى 50 % في فواتير الصحة وضمان الفوائد المعفاة من الضرائب، وقد ناهز حجم الصفقات الاستثمارية المبرمة خلال هذه الدورة ال 60 مليار دولار أمريكي، كما وقع صندوق الاستثمارات العامة خلالها ثلاث مذكرات تفاهم مع مؤسسات مالية دولية هي "بروكفيليد" و"ميزوهو" و"ستيت ستريت"، والعمل مستمر حتى الوصول لعالم أكثر عدلًا وشمولًا. النسخة التاسعة وفي هذا العام تأتي النسخة التاسعة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار التي يتوقع أن يتجاوز حجم الصفقات الاستثمارية التي ستبرم خلالها 60 مليار دولار، محققة رقما قياسيا في عدد المشاركين بمشاركة 9 آلاف وفد و2000 متحدث وإعلامي من مختلف العالم بحضور 20 رئيس دولة ونائب رئيس، لتدلل على تزايد الأهمية العالمية للرياض، باعتبار أنها مركز للحوار الاقتصادي، ولتؤكد أن المسيرة مستمرة والعمل جاد حتى الوصول لعالم أكثر عدلا وشمولا وحتى تحقيق جميع مستهدفات مؤسسة «مبادرة مستقبل الاستثمار» - التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي والتي تم تأسيسها عام 2019، لتكون يدا فاعلة في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، التي تعد خطة تحول اقتصادي واجتماعي تهدف إلى فتح قنوات اتصال بين المملكة والعالم. من جلسات مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار 2025»