وردت هذه العبارة المسطرة بفخر الثقة: «الحقوا بنا إن استطعتم»، على لسان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان -حفظه الله- وزير الطاقة، بوصفها تجسد الاعتزاز بالذات مع إدراك القيمة والقدرات الوطنية على تحقيق الأهداف، وبنفس القدر تعكس لسان حال ما تعيشه المملكة العربية السعودية اليوم في هذا العهد الميمون والزاهر من مرحلة غير مسبوقة من التحول الشامل في مسارات ومحاور عدة؛ فالمملكة لا تتحدث عن المستقبل، بل تصنعه بخطوات مدروسة وتوقيت محسوب، متنقلة من مرحلة الإصلاح إلى مرحلة الإنجاز والتفوق، ومن موقع الترقب إلى موقع الريادة الفاعلة في الإقليم والعالم. فمن يراقب المشهد السعودي الراهن يلحظ أن التنمية لم تعد تقاس بالمشاريع العملاقة وحدها، بل بالتحول في القيادة والإدارة والعقلية والثقافة العامة؛ فمن الاقتصاد إلى البيئة، ومن الترفيه إلى السياحة، ومن الصناعة إلى التقنية، وتتحرك السعودية برؤية متكاملة وتستهدف بناء نموذج وطني متين يزاوج بين المبادئ الثابتة والحداثة الجريئة والأصالة الواعية؛ فالرياض وحدها تختصر المشهد كمدينة ديناميكية متسارعة التحول وتجسد رؤية الوطن الواعدة عبر تنوع اقتصادي، ونهضة عمرانية، وتغير شامل في جودة الحياة والخدمات، فمن شبكات النقل الحديثة والمشاريع الخضراء ومقصد إقليمي للشركات الأجنبية، إلى المشهد الثقافي المزدهر واحتضان الفعاليات العالمية وانفتاح الفرص أمام الشباب. العبارة التي وردت في سياق حديث سمو وزير الطاقة، بالقول «الحقوا بنا إن استطعتم»، ليست تحدياً للآخرين بقدر ما هي إعلان لمرحلة ثقة وطنية ناضجة وموثقة، وتنبع من منجزات باتت واقعية يوماً بعد يوم؛ فالسعودية لم تعد تكتفي برحلة التحديث الداخلي، بل تمضي في صياغة موقعها القيادي في ملفات الطاقة النظيفة، والتحول الصناعي، والذكاء الاصطناعي، والتمويل الأخضر. وتتجلى روح السباق السعودي أيضاً في الإنسان، وهو محورها الأول؛ فالشباب الذين كانوا يوماً ينتظرون الفرصة أصبحوا اليوم صناع الفرص في قطاعات لم تكن تتخيل قبل سنوات قليلة، والمرأة السعودية حاضرة بقوة في الاقتصاد والإدارة والإبداع، والابتكار المحلي بات مكوناً ثابتاً في القطاعات الجديدة، من الشركات الناشئة إلى الفضاء والريادة التقنية. وفي هذا السياق، يصح القول بإن عبارة «الحقوا بنا إن استطعتم» تختصر رؤية قيادة وفلسفة وطن يمشي بخطى واثقة، ولا ينظر إلى الخلف، بل إلى آفاق أبعد وأرحب، ويصنع مستقبله بإرادة طموحة؛ فهي ليست مجرد جملة في مقطع متداول، بل تعبير عن لحظة وعي وطني جديدة ترى أن الطموح هو خط البداية لا خط النهاية. إنها دعوة مفتوحة إلى العالم بأن يشهد ما تصنعه السعودية اليوم من غربلة نوعية ومعادلة مختلفة بين القيم والتنمية، وبين الثبات والتجديد، وبين الجذور والطموح؛ فهنا، في المملكة العربية السعودية يعاد تعريف الحاضر، ويكتب المستقبل.. بقيادة حكيمة ورشيدة وخط سعودي واضح وصناعة وطنية مضيئة.