شهدت المناطق الشرقية من مدينة غزة ومخيم البريج ورفح عمليات هدم واسعة نفذها الجيش الإسرائيلي. كما استمرت الآليات العسكرية بإطلاق نيران كثيفة شرقي مدينة خانيونس جنوبي القطاع، في حين طالت عمليات النسف منازل سكنية في المناطق الشرقية لمدينة غزة، وسط قصف مدفعي على محيط منطقة جحر الديك شمالي وسط القطاع. وأدت هذه الهجمات إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية ومنازل المدنيين، في ظل تصاعد التوتر والاشتباكات، ما يبرز هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار الذي يعاني من خروقات مستمرة عبر استهداف المدنيين وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية. وأكدت منظمة الصحة العالمية أن كمية المساعدات التي تصل إلى غزة لم تشهد تحسنا منذ بدء الهدنة، ولم يطرأ أي انخفاض ملموس في معدلات الجوع، ما يعكس استمرار الوضع الإنساني الحرج في القطاع. من جانبه، أعلن مصدر مصري مسؤول عن دخول دفعة جديدة من الآليات الهندسية المصرية عبر معبر كرم أبو سالم، بهدف رفع الركام والبحث عن الأسرى الإسرائيليين تحت الأنقاض. وقد بلغ عدد الآليات التي دخلت خلال ال24 ساعة الماضية 12 آلية، تضاف إلى ست آليات دخلت الأحد، ضمن تنسيق مصري-إسرائيلي لتسهيل عمليات البحث والإنقاذ في المناطق التي شهدت معارك عنيفة خلال الأسابيع الماضية. وفي سياق صفقة التبادل، أكد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، تسلم جثة أسير من غزة، فيما قالت حماس بأنها تواصل البحث عن جثث الأسرى الإسرائيليين، مشيرة إلى صعوبة المهمة بسبب طبيعة الأرض في غزة، وأضاف: "بعض من دفن هذه الجثامين استشهد ولم يعد أحد يعرف أماكنها". ربع مليون طن حذرت بلدية غزة، من كارثة بيئية وصحية وشيكة في المدينة، مع تراكم أكثر من ربع مليون طن من النفايات في أنحاء مختلفة، إلى جانب نقص حاد في مياه الشرب وتسرب مياه الصرف الصحي، ما يهدد حياة مئات الآلاف من السكان. وقال المتحدث باسم البلدية، عاصم النبيه، إن "مدينة غزة تعاني من أزمات صحية وبيئية خطيرة تؤدي إلى انتشار القوارض والحشرات، بالتزامن مع شح كميات المياه وتراكم كميات ضخمة من النفايات في مختلف المناطق". وأوضح النبيه أن البلدية عاجزة عن مواجهة الأزمة نتيجة تدمير أكثر من 85 بالمئة من آلياتها الثقيلة والمتوسطة خلال الحرب "الإسرائيلية" التي استمرت لعامين. وأشار إلى غياب البدائل والمستلزمات الأساسية لتقديم الخدمات الحيوية. وأضاف أن تسرب كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي في شوارع المدينة يفاقم الكارثة الصحية والبيئية، محذرا من انتشار الأوبئة في حال استمرار الوضع الراهن. ولفت المتحدث إلى أن قوات الاحتلال تمنع طواقم البلدية من الوصول إلى مكب النفايات الرئيس في منطقة جحر الديك، الواقعة جنوب شرق مدينة غزة، إذ تقع شرق ما يُعرف ب"الخط الأصفر"، الأمر الذي فاقم من أزمة تراكم النفايات. وكان ممثل برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في فلسطين، جاكو سيليرز، قال في وقت سابق إن إدارة النفايات الصلبة في قطاع غزة تشكل تحديا كبيرا أمام جهود إعادة الإعمار. وأشار سيليرز، إلى أن البرنامج يشرف حاليا على 47 موقعا مؤقتا لجمع النفايات لضمان سلامة المجتمعات القريبة منها. وأوضح خلال زيارة ميدانية لأحد مواقع جمع النفايات غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، أن "الكثير من النازحين داخليا يعيشون بالقرب من هذه المواقع، لكننا نعمل على إعادة تأهيلها وتغطيتها لمنع انتشار الأمراض بين السكان". وبيّن أن البرنامج كثّف جهوده لتنظيم وإدارة هذه المواقع ضمن خططه الأوسع لدعم إعادة إعمار غزة وتحسين الظروف الصحية والبيئية للسكان. وأكد سيليرز أن معالجة النفايات الصلبة مهمة جسيمة للغاية وتشكل ركيزة أساسية في عملية إعادة الإعمار، مشددا على التزام البرنامج بمواصلة عمله مهما استغرق الأمر. اغتيال ثلاثة فلسطينيين أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس، أنها اغتالت خلية فلسطينية مسلحة مؤلفة من 3 أشخاص في المنطقة الواقعة بين قرية كفر قود وواد حسن شمال غربي مدينة جنين، وذلك عقب اشتباكات عنيفة وقصف جوي استهدف الموقع. وحاصرت قوات الاحتلال منزلا في قرية كفر قود غرب مدينة جنين، شمالي الضفة، وسط اشتباكات مسلحة عنيفة وقصف جوي استهدف محيط المنزل. وأفادت مصادر محلية بأن المنزل المحاصر يقع في منطقة وادي حسن قرب مفرق كفر قود، من مخيم جنين، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال استقدمت جرافات وآليات عسكرية إلى المكان وفرضت طوقا مشددا على المنطقة. وأشارت المصادر إلى اندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة في محيط المنزل، تخللها إطلاق نار كثيف وانفجار كبير أدى إلى تصاعد ألسنة الدخان من الموقع. وفي وقت لاحق، أعلن جيش الاحتلال عن تنفيذ قصف جوي استهدف فلسطينيين في البلدة، في حين أكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال احتجزت جثماني شهيدين على الأقل بعد انتهاء الاشتباكات والحصار الذي استمر لساعات. وأفادت القناة 12 الإسرائيلية أن جيش الاحتلال اغتال مقاومين فلسطينيين بعد اشتباك مسلح معهم في بلدة كفر قود قرب جنين، وذلك عقب محاصرتهم داخل كهف في أحد أودية المنطقة. وأضافت القناة أن قوات الاحتلال استهدفت الموقع بالقصف الجوي، بعد ساعات من الحصار والاشتباكات العنيفة التي دارت في المكان. قالت شرطة الاحتلال إن غارة جوية استهدفت كهفا في قرية كفر قود قرب جنين، أسفرت عن مقتل ثلاثة فلسطينيين وصفتهم ب"الإرهابيين"، بدعوى أنهم كانوا يخططون لتنفيذ هجوم في المنطقة، على ما أفاد الموقع الإلكتروني التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت". وأوضحت أن العملية نفذت بتنسيق بين وحدة "يمام" الخاصة وجهاز "الشاباك" وبمساندة من جيش الاحتلال، مشيرة إلى أن القناصة أطلقوا النار على الفلسطينيين بعد خروجهم من الكهف، قبل أن تنفذ غارة جوية لاحقة لتدمير المكان الذي تحصنوا فيه، بزعم أنه كان يستخدم ك"بنية تحتية إرهابية". وقد أدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، هذه الجريمة مؤكدا أنها تمثل شكلاً من أشكال الإعدام الميداني المنهجي الذي تنفذه قوات الاحتلال بدمٍ بارد ضد الفلسطينيين، في انتهاك صارخ لكافة القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، مشيراً إلى أن استمرار هذه السياسة الإجرامية يعكس العقلية الاستعمارية والعنصرية التي تستهدف الوجود الفلسطيني بكل أشكاله. وأوضح رئيس المجلس الوطني أن ما يجري في الضفة الغربية من عمليات اغتيال واقتحامات متواصلة واعتداءات للمستعمرين على القرى والمخيمات، هو امتداد لسياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية والتهجير القسري التي يسعى الاحتلال من خلالها إلى فرض واقع استيطاني استعماري بالقوة. ودعا فتوح إلى توحيد الصف الوطني وتعزيز الموقف السياسي الفلسطيني المشترك في مواجهة هذا العدوان المتواصل، مؤكداً أن الوحدة الوطنية هي الرد الأقوى على الاحتلال ومخططاته الرامية إلى تمزيق النسيج الوطني وتقويض حلم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. هدم بالضفة نفذت قوات الاحتلال أمس، عمليات هدم لممتلكات الفلسطينيين من بينها بسطات تجارية ومحال في القدس ومنزلا في رام اللهبالضفة الغربيةالمحتلة. وذكرت مصادر مقدسية أن طواقم بلدية الاحتلال في المدينة هدمت أكشاك ومحلات تجارية صغيرة في منطقة باب العامود. كما منعت قوات الاحتلال أصحاب المحال والمنشآت التجارية من الوصول إلى مكان الهدم وتفقد ممتلكاتهم. تزامن ذلك مع اقتحام قوة إسرائيلية برفقة طواقم وآليات بلدية الاحتلال في القدس بلدة الطور، حيث حاصرت منزلاً لعائلة أبو سنينة تمهيداً لهدمه. وكانت قوات الاحتلال، قد أجبرت المقدسي محمد السلايمة على هدم منزله ذاتياً بقرار من البلدية في بلدة سلوان بحجة البناء دون ترخيص. يشار إلى المنزل قائم منذ 20 عامًا، حيث يقطن فيه والده ووالدة محمد السلايمة وشقيقيه، وتبلغ مساحته 100 متر مربع. وفي رام الله اقتحمت قوات الاحتلال برفقة آليات الهدم قرية شقبا غرب المدينة، وهدمت منزلين في القرية. وتعرضت قرية شقبا في الأشهر الأخيرة لعمليات هدم واسعة استهدفت منازل المواطنين، وكان أكبرها في يوليو الماضي حيث هدم الاحتلال أكثر من 5 منازل. مخططات استيطانية واسعة تدفع الحكومة الإسرائيلية مشاريع استيطانية واسعة وغير مسبوقة من حيث حجمها في الضفة الغربيةالمحتلة، وتسعى إلى تنفيذ أكثر ما يمكن منها قبل الانتخابات العامة المقبلة، والمصادقة على مشاريع استيطانية تُنفذ لاحقا، بهدف فرض وقائع على الأرض، في حال تغيير الحكومة الحالية. لكن الحكومة الإسرائيلية الحالية نفذت مشاريع استيطانية واسعة في الضفة منذ بداية ولايتها، وقاد هذه المشاريع وزير المالية والوزير في وزارة الأمن المسؤول عن الاستيطان، بتسلئيل سموتريتش. فمنذ بداية ولاية حكومة بنيامين نتنياهو الحالية، في نهاية العام 2022، تم بناء أو المصادقة على بناء حوالي 48 ألف وحدة سكنية استيطانية، التي يتوقع أن يصل عددها بحلول نهاية العام الحالي إلى 50 ألف وحدة سكنية، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت". وحسب المعلومات التي أوردتها الصحيفة، فإنه تمت مصادرة قرابة 26 ألف دونم من أراضي الضفة من خلال الإعلان عنها أنها "أراضي دولة"، خلال ولاية حكومة نتنياهو الحالية، علما أن الاحتلال صادر بهذه الطريقة 28 ألف دونم في السنوات ال27 السابقة. وأشارت الصحيفة إلى أن الهدف من وراء هذه المشاريع الاستيطانية المكثفة هو منع إمكانية قيام دولة فلسطينية، ونقلت عن رئيس طاقم متابعة الاستيطان في حركة "سلام الآن"، يوني مِزراحي، قوله إنه "بالرغم من أن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، حظر على الحكومة الإسرائيلية فرض سيادة، لكن خلال ولاية الحكومة الحالية يُنفذ ضم فعلي الذي يظهر ويتم الشعور به جيدا على الأرض". يتوقع أن يدفع سموتريتش مشاريع استيطانية قبل الانتخابات العامة، التي ستجري في نوفمبر العام المقبل، بحسب موعدها الرسمي، لكن ثمة احتمال بتبكيرها. في غضون ذلك، نفذ الاحتلال الإسرائيلي مشاريع بنية تحتية واسعة لصالح المستوطنات في الضفة الغربية، وأبرزها توسيع شوارع وتحويل قسم منها إلى شوارع سريعة (أوتوستراد)، وبينها شوارع في منطقة القدسالمحتلة، التي لا يزال العمل فيها جاريا الآن. وذكرت الصحيفة أن أحد الأهداف المركزية هو توسيع مستوطنات في "مناطق استراتيجية" في الضفة، من أجل قطع تواصل جغرافي فلسطيني وإحباط إقامة دولة فلسطينية. وفي هذا السياق، صادقت الحكومة الإسرائيلية، في مايو الماضي، على إقامة 22 بؤرة استيطانية، ويجري حاليا إقامة قسم منها في شمال الضفة. وصادق ما يسمى ب"مجلس التخطيط الأعلى" في وحدة "الإدارة المدنية" التي تخضع لسيطرة سموتريتش، في أغسطس الماضي، على بناء 3400 وحدة سكنية في المنطقة E1، ومن شأن هذا المشروع الاستيطاني أن يقطع التواصل الجغرافي الفلسطيني بين شمال الضفة وجنوبها، ووصف سموتريتش هذا المشروع الاستيطاني بأنه "يدفن فكرة الدولة الفلسطينية". وأضافت الصحيفة أن الاحتلال بصدد تنفيذ مشروع في المناطق C، يتم من خلاله إجراء مسح للأراضي، تمهيدا لمصادرتها، وبحيث يتعين على الفلسطينيين إثبات ملكيتهم لهذه الأراضي، "كي يكون أسهل على إسرائيل الإعلان عنها أنها أراضي دولة"، وتم رصد مئات ملايين الشواكل لهذا المشروع. نفايات تهدد السكان شهداء في جنين