اتفقت الفصائل الفلسطينية المجتمعة في القاهرة،على تسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة فلسطينية مؤقتة من أبناء القطاع تتشكل من المستقلين "التكنوقراط"، تتولى تسيير شؤون الحياة والخدمات الأساسية، بحسب بيان صادر عن الاجتماع. وأكدت الفصائل الفلسطينية، في ختام اجتماعاتهم، دعم ومواصلة تنفيذ إجراءات اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، ورفع الحصار المفروض عليه بشكل كامل، وفتح جميع المعابر بما فيها معبر رفح، وإدخال الاحتياجات الإنسانية والصحية كافة، وبدء عملية إعمار شاملة تعيد الحياة الطبيعية للقطاع وتنهي معاناة المواطنين. واتفقوا على تسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة فلسطينية مؤقتة من أبناء القطاع تتشكل من المستقلين "التكنوقراط"، تتولى تسيير شؤون الحياة والخدمات الأساسية بالتعاون مع الدول العربية والمؤسسات الدولية، وعلى قاعدة من الشفافية والمساءلة الوطنية، وإنشاء لجنة دولية تشرف على تمويل وتنفيذ إعادة إعمار القطاع، مع التأكيد على وحدة النظام السياسي الفلسطيني والقرار الوطني المستقل. وطالبوا باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحفظ الأمن والاستقرار في كافة أرجاء القطاع، مؤكدين على أهمية استصدار قرار أممي بشأن القوات الأممية المؤقتة المزمع تشكيلها لمراقبة وقف إطلاق النار. ودعت الفصائل الفلسطينية إلى إنهاء كافة أشكال التعذيب والانتهاكات بحق الأسرى في سجون الاحتلال، وضرورة إلزام الاحتلال بالقوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة، مؤكدين أن قضية الأسرى ستبقى على رأس أولوياتنا حتى نيل حريتهم. وأكدوا مواصلة العمل المشترك لتوحيد الرؤى والمواقف لمجابهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، بما في ذلك الدعوة إلى عقد اجتماع عاجل لكافة القوى والفصائل الفلسطينية للاتفاق على استراتيجية وطنية وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بحيث تضم مكونات الشعب الفلسطيني وقواه الحية كافة. واختتم المجتمعون حوارهم بالتأكيد أن الوقت من دم، واللحظة الراهنة مصيرية، وتأكيدهم أمام الشعب الفلسطيني بجعل هذا الاجتماع نقطة تحول حقيقية نحو وحدة وطنية دفاعا عن الفلسطينيين وحقهم في الحياة والكرامة والحرية وصون أمانة القضية الفلسطينية وحقوق الأجيال القادمة وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وبما يكفل حق العودة للاجئين الفلسطينيين. جاء البيان في ختام اجتماعات الفصائل الفلسطينية بالقاهرة والتي استمرت على مدار يومين، لبحث ترتيبات ما بعد وقف اطلاق النار في قطاع غزة، وتفعيل المرحلة الثانية من خطة وقف الحرب بالقطاع. كان رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد عقد عدة لقاءات ثنائية مع قادة الفصائل الفلسطينية لبحث ترتيبات البيت الفلسطيني وترتيبات ما بعد وقف اطلاق النار. وفي التاسع من أكتوبر الجاري، أعلنت مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، عقب مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في مدينة شرم الشيخ المصرية. وتضمن اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى تبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من بعض مناطق القطاع. تواصل خرق النار نفذ جيش الاحتلال الاسرائيلي سلسلة عمليات نسف، فجر أمس، لما تبقى من منازل الأهالي الغزيين داخل "الخط الأصفر" في المناطق الشرقية لمدينة غزة، وبحسب تقارير محلية، سمع دوي الإنفجار من المحافظة الوسطى، وسط إطلاق "قنابل إنارة" في سماء بركة الشيخ رضوان بمدينة غزة. ميدانيًا، تستمر في مدينة خانيونس جنوبي القطاع، عمليات البحث عن جثث أسرى إسرائيليين فُقدوا داخل نفق تعرض لقصف إسرائيلي خلال الحرب. وفي خرق إسرائيلي جديد لاتفاق وقف إطلاق النار، أفادت تقارير محلية في غزة، أمس،باستشهاد شخصين، باستهداف مسيّرة إسرائيلية لمجموعة من الأهالي شرقي مدينة دير البلح وسط القطاع. إلى ذلك، يواصل الاحتلال رفضه إتاحة إدخال الأدوية والأجهزة الطبية ومواد النظافة إلى القطاع، والإمعان في تشديد حصاره على دخول المساعدات، حيث لا تزال المساعدات التي تدخله لا تتعدّى كميات قليلة من المكملات الغذائية. انهيار قطاع التعليم حذّر المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إدوار بيغبيدير من خطر ضياع جيل بكامله في قطاع غزة المحاصر والمدمّر، حيث يشهد نظام التعليم حالة "انهيار" بعد عامين من الحرب. وقال بيغبيدير في تصريح صحفي بعد عودته من القطاع، "هذه هي السنة الثالثة بلا مدارس"، مضيفا "إذا لم نبدأ انتقالا حقيقيا لجميع الأطفال في فبراير، فسنصل إلى سنة رابعة، وعندها يمكننا الحديث عن جيل ضائع". ولفت إلى أنه مع سريان وقف إطلاق النار في التاسع من أكتوبر الجاري، تمكنت "يونيسف" وشركاؤها في قطاع التعليم من "إعادة نحو سدس عدد الأطفال المفترض أن يكونوا في المدارس إلى أماكن تعليم مؤقتة". لكنه كان يتحدث عن التعلّم لا عن التعليم، ذلك أن "85% من المدارس دُمّرت أو أصبحت غير صالحة للاستخدام"، فيما تستخدم كثير من المدارس المتبقية كملاجئ للنازحين. كما أن الأطفال والمعلمين يواجهون صعوبات التنقل المستمرة بسبب النزوح والعمليات العسكرية، في وقت ينشغل معظم المدرسين بتأمين الطعام والماء لعائلاتهم. وتساءل بيغبيدير "كيف يمكن إعادة تأهيل الفصول الدراسية من دون إسمنت؟ نحن بحاجة أيضا إلى دفاتر وكتب وأدوات وقرطاسية بالحد الأدنى اللازم". وأضاف أن "الغذاء مسألة بقاء، أما التعليم فهو الأمل". وأشار إلى أنه تأثر بشدة بما وصفه إصرار المجتمع الغزّي على "إعادة تنظيم حياته، تنظيف الأنقاض، إعادة فتح المتاجر الصغيرة، ومحاولة استعادة مظاهر الحياة". لكنه أعرب أيضا عن "صدمة" من حجم الدمار، قائلا "يصعب تخيّل أن 80% من أراضي القطاع سوّيت في شكل شبه كامل بالأرض" ولم يبق "سوى جيوب صغيرة من الأبنية هنا وهناك". تجدر الإشارة إلى أن 20.058 طالبا استُشهدوا و31.139 أصيبوا بجروح منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 على قطاع غزة والضفة. وحسب وزارة التربية والتعليم العالي، وصل عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان إلى أكثر من 19.910، والذين أصيبوا إلى 30.097، فيما استُشهد في الضفة 148 طالبا وأصيب 1042، إضافة إلى اعتقال 846. ميليشيات المستوطنين شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس،حملة اعتقالات واقتحامات واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربيةالمحتلة، تخللتها عمليات اقتحام وتفتيش للمنازل وترويع للأهالي. وفي سياق متصل، هاجم مستوطنون الليلة الماضية قرية المغير شمال شرق رام الله، وأضرموا النار في ثلاث مركبات. وأفاد رئيس مجلس قروي المغير أمين أبو عليا، أن مستوطنين هاجموا المنطقة الغربية في القرية، وأضرموا النار في ثلاث مركبات، قبل أن يتصدى لهم الأخالي العزّل، ويجبروهم على الانسحاب. وأضاف، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت القرية عقب هجوم المستعمرين. وفي وقت سابق، هاجم مستوطنون مركبات الفلسطينيين بالحجارة بالقرب من سهل "مرج سيع" الواقع بين قريتي المغير وأبو فلاح. وقالت مصادر محلية، إن مواجهات عنيفة اندلعت خلال تصدي الشبان لهجوم المستوطنين على "مرج سيع"، بين بلدتي المغير وأبو فلاح. وفي سياق ذي صلة؛ أطلقت ما تسمى بمنظمات "الهيكل" مسابقة لتشجيع المستوطنين على اقتحام المسجد الأقصى المبارك وتدنيسه. ودعت منظمات الهيكل المزعوم المستوطنين لارتداء "التيفلين" والتقاط الصور لأنفسهم فيه، معلنة أن الفائز يحصل على "تيفلين" ضخم. و"التيفلين" هي لفائف من جلد الكوشر يضعها اليهود على جباههم في الأعياد وخلال أدائهم الطقوس التلمودية، والتي باتت ظاهرة خلال اقتحام المسجد الأقصى. يأتي ذلك مع تصاعد انتهاكات الاحتلال والمستوطنين في المسجد الأقصى المبارك، حيث اقتحم أكثر من 935 مستوطناً ساحات المسجد خلال الأسبوع الماضي. و حذّر خطيب المسجد الأقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري، من خطر داهم يهدد المسجد الأقصى نتيجة الحفريات الإسرائيلية المتواصلة أسفل باحاته وفي محيطه. وأكد الشيخ صبري، أن ما يجري هو حرب ممنهجة تستهدف استئصال وجود المسجد وتغيير معالمه وهويته الإسلامية وسط صمت مريب عن هذه الانتهاكات. وأشار الشيخ صبري، إلى أن الاحتلال يعمل بشكل متسارع لتهيئة بنية تحتية تهدف إلى تقويض أساسات المسجد وإحداث تصدعات خطيرة في جدرانه وساحاته، ضمن مخطط تهويدي واسع يسعى لإقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.