قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه لا يعتقد أن أوكرانيا ستنتصر في الحرب ضد روسيا، رغم أنه لم يستبعد ذلك تماما. وخلال ظهوره مع رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز الاثنين، سُئل ترمب عن تصريح أدلى به قبل نحو شهر، قال فيه إن أوكرانيا، بدعم من الاتحاد الأوروبي، قد تتمكن من استعادة أراضيها التي تحتلها روسيا. وقال ترمب في واشنطن: "ما زال بإمكانهم الفوز. لا أعتقد أنهم سيفعلون، لكن ما زال بإمكانهم الفوز. لم أقل أبدا إنهم سيفوزون، قلت إن بإمكانهم الفوز". وأضاف: "الحرب أمر غريب جدا. تحدث الكثير من الأمور السيئة. وتحدث أيضا الكثير من الأمور الجيدة". وفي مطلع الأسبوع الحالي، قال ترمب إنه يجب وقف القتال عند خطوط التماس لإنهاء الحرب، وهو ما سيشمل تقسيم منطقة دونباس في شرق البلاد. من جهته رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين أنه ينبغي على الأوكرانيين والأوروبيين "أن يكونوا على الطاولة" خلال الاجتماع المُزمع بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقال ماكرون "منذ اللحظة التي سيُناقشان فيها مصير أوكرانيا، ينبغي للأوكرانيين أن يكونوا على الطاولة. ومن اللحظة التي سيُناقشان فيها ما يؤثر على أمن الأوروبيين، ينبغي للأوروبيين أن يكونوا على الطاولة". وقال ماكرون "السلام الذي يُمكن أن يسود هو سلام قوي ودائم، يُلبي متطلبات القانون الدولي ويُهيئ الظروف اللازمة لاستقراره. لا يوجد سلام آخر؛ لطالما كان الأوروبيون واضحين في هذا الشأن". وأضاف أن اجتماعا "لتحالف للراغبين، جزئيا حضوريا وجزئيا افتراضيا"، يجمع مؤيدي أوكرانيا، بحضور الرئيس فولوديمير زيلينسكي، "سيُعقد الجمعة في لندن". وتحدث ماكرون خلال مؤتمر صحافي عقب قمة لدول الاتحاد الأوروبي المطلة على البحر الأبيض المتوسط في بورتوروز، في سلوفينيا. وقال "نواصل المضي قدما إلى جانب أوكرانيا، التي تقاوم ببسالة (...) بشجاعة كبيرة مع مواصلة الابتكار". وبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هاتفيا الاثنين مع نظيره الأميركي ماركو روبيو "الإجراءات العملية الممكنة" لعقد اللقاء بين بوتين وترمب في بودابست، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية. كما أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس من لوكسمبورغ، أن الضغط على كييف لإنهاء "العدوان" الروسي في أوكرانيا "ليس النهج الصحيح". وقالت عقب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إن "الضغط على أوكرانيا كونها ضحية ليس النهج الصحيح، ليس فقط لأوكرانيا، بل أيضا للأمن الأوروبي والعالمي، لأن العدوان إذا أتى ثماره، فإنه يشجع على تكراره في أماكن أخرى". وقالت كالاس في هذا السياق "إن وحدة الأراضي قيمة مهمة ندافع عنها، وأعتقد أنه يتعين علينا الالتزام بها، لأنه إذا تنازلنا عن هذه الأراضي ببساطة، فسنبعث برسالة إلى الجميع مفادها أنه بإمكانكم استخدام القوة ضد جيرانكم للحصول على ما تريدون"، معتبرة أن التخلي عنها سيكون "خطيرا". وأكد المتحدث باسم الكرملين "الرئاسة الروسية"، ديمتري بيسكوف، أن موسكو تتوقع أن توفر القمة الروسية الأميركية الجديدة فرصة للتحرك نحو تسوية سلمية للصراع الأوكراني. وقال بيسكوف، للصحفيين، عندما سئل عما تتوقعه موسكو من القمة المقبلة، إن "أول شيء هو المضي قدما نحو تسوية سلمية للصراع الأوكراني"، حسبما ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء. وأوضح بيسكوف أنه "لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، مشيرا إلى أنه لم يتم الكشف بعد عن تفاصيل الاجتماع المقبل. وأكد بيسكوف للصحفيين، "أكرر مرة أخرى: الاستعدادات للقمة في بودابست لم تبدأ بعد بشكل كامل ". وأشار بيسكوف إلى أن "موقف روسيا والرئيس بوتين بشأن التسوية الأوكرانية ثابت ومعروف جيدا". هذا وقالت مصادر مطلعة إن الولاياتالمتحدة تعارض خطة يقودها الاتحاد الأوروبي في مجموعة الدول السبع الكبرى لتوسيع استخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم أوكرانيا. ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن المصادر القول إن مسؤولين أميركيين أبلغوا نظراءهم الأوروبيين خلال مناقشات على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي في واشنطن خلال الأسبوع الماضي بأنهم لن ينضموا، في الوقت الحالي، إلى هذه الخطة. وقال أحد المصادر إن الولاياتالمتحدة أرجعت ترددها إلى المخاطر التي تهدد استقرار أسواق المال الدولية. وقال مصدر آخر إن الولاياتالمتحدة ببساطة غير ملتزمة في هذه المرحلة. ويمثل الموقف الأميركي انتكاسة للاتحاد الأوروبي، الذي يسعى جاهدًا لحث بقية دول مجموعة السبع على الانضمام إلى خطته لاستخدام أصول البنك المركزي الروسي المجمدة لدى دول المجموعة والاتحاد الأوروبي كضمان لجمع قروض تصل إلى 140 مليار يورو (160 مليار دولار) لأوكرانيا.