هل الغطرسة تعبير عن الغرور أم عن الثقة أم النرجسية؟ بصياغة أخرى، هل تقود الثقة إلى الغرور قبل أن تصل إلى الغطرسة؟ هل يقود الغرور إلى التقليل من احترام الآخرين؟ في الإدارة وفي العلاقات الإنسانية بشكل عام تقود الثقة بالنفس إلى إشعار الآخرين بالأهمية واحترامهم واستثمار قدراتهم. تقدير الذات لا يتعارض مع تقدير الآخرين إلا لمن وصل إلى مستوى الغطرسة، وهذا المستوى يسيء إلى الذات وينتج عنه فجوة إنسانية تقود إلى الأحاديث الجانبية بين الموظفين داخل المكاتب وفي وقت الاستراحات كما يحدث في بيئة العمل إذا كان المدير قد وصل إلى ذلك المستوى. تقدير الذات أمر إيجابي يجعل صاحبه يشعر رغم الثقة الذاتية بحاجة إلى فكر الآخرين وآرائهم ومبادراتهم ونقدهم، يتعامل بتواضع ويسعى إلى التطوير الذاتي، أما الإنسان الذي يصل إلى مرحلة الغرور فقد يلجأ إلى تضخيم الذات بأمور شكلية تغطي جوانب في شخصيته تحتاج إلى تطوير لكنه لا يقر بها!، المغرور يطرب للمديح؛ فإذا لم يحصل عليه يتحول إلى نرجسي ويقوم هو بالمهمة. الواثق من نفسه يعترف بأخطائه إذا حدثت، لا يسقط أسباب الفشل على الآخرين، يلتزم بالموضوعية، لا ينسب إنجازات الآخرين لنفسه، لا يدّعي تحقيق إنجازات من عالم الخيال، يتعامل بمنتهى الرقي في التواصل مع الآخرين، يحترم عقولهم، لا يرى نفسه الأفضل من الآخرين. الغرور يضر صاحبَه، الغطرسة تضر الآخرين، النرجسية شاشة للتسلية يشاهدها النرجسي وحده.. وحده فقط! في الإدارة يفخر المدير الواثق من نفسه بفريق عمله، يقدر إنجازاتهم ويعلنها، لا يهتم بالحديث عن تفوقه وإنجازاته، لا ينتقد عمل الأفراد أو يسخر منهم أمام الآخرين.. المدير الواثق من نفسه قوته تكمن في تواضعه، المغرور أو المتغطرس ضعفه يكمن في قوته المصطنعة.. النرجسي في عالم آخر.