تشهد المؤسسات في المملكة العربية السعودية تسارعاً ملحوظاً في استثماراتها بمجال الذكاء الاصطناعي، لترسّخ مكانة المملكة بين الأسواق الأكثر تطوراً رقمياً ضمن سبع دول شملتها دراسة عالمية جديدة أصدرتها شركة «ريفربيد»، الرائدة عالمياً في حلول الذكاء الاصطناعي لعمليات تكنولوجيا المعلومات والرصد. وكشفت الدراسة العالمية التي أجريت في عام 2025 وحملت عنوان «مستقبل عمليات تقنية المعلومات في عصر الذكاء الاصطناعي» أن حجم الاستثمارات السعودية في تقنيات الذكاء الاصطناعي ارتفع بنسبة تقارب 160 % على أساس سنوي. كما أظهرت الدراسة أن أكثر من ربع المؤسسات السعودية (26 %) استثمرت ما يزيد على 50 مليون دولار أمريكي في مبادرات الذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي، مقارنةً بمعدل وسطي بلغ 18 % فقط في الأسواق الأخرى التي شملها الاستطلاع. كما أشار أكثر من نصف المشاركين (55 %) إلى أن عوائد الاستثمار في مشاريع الذكاء الاصطناعي لعمليات تقنية المعلومات تجاوزت توقعاتهم، في حين أوضح 38 % أنهم حققوا الأهداف المحددة مسبقاً، ما يعكس الثقة المتزايدة في دور الذكاء الاصطناعي كعامل رئيسي في تحقيق الكفاءة التشغيلية والنمو المؤسسي المستدام. وبحسب الدراسة، تُخزَّن حالياً بيانات الذكاء الاصطناعي في بيئات السحابة العامة بنسبة 31 %، وداخل مراكز البيانات المؤسسية بنسبة 27 %، وفي السحابة الخاصة بنسبة 25 %، إلا أنه من المتوقع أن يتراجع الاعتماد على البيئتين الأخيرتين خلال السنوات الثلاث المقبلة، مع توجّه المؤسسات نحو الحوسبة الطرفية عبر الفروع ومراكز الخدمات اللوجستية والمصانع. ومع تسارع وتيرة تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبحت إدارة الأداء والرصد الشامل عاملاً محورياً في ضمان نجاح المؤسسات. وكشفت الدراسة أن المؤسسات السعودية تستخدم حالياً نحو 13 أداة من 9 مزوّدين مختلفين لمراقبة عمليات تكنولوجيا المعلومات، إلا أن 98 % منها تعمل على توحيد هذه الأدوات بهدف تبسيط العمليات التقنية ورفع كفاءة الأنظمة. كما أجمع 95 % من المشاركين على أن اعتماد منصة موحدة للرصد سيساعد الفرق التقنية على الكشف عن المشكلات التشغيلية ومعالجتها بسرعة أكبر. وأظهرت النتائج أن تحسين الإنتاجية أصبح أولوية تفوق خفض التكاليف. وفي هذا الصدد، قال معين زهر الدين، المدير الإقليمي الأول لمنطقة مجلس التعاون الخليجي في «ريفربيد»: « تُعتبر المملكة العربية السعودية اليوم من أكثر أسواق الذكاء الاصطناعي حيوية على مستوى العالم، إذ تمهد المبادرات الحكومية الطموحة ومستويات الاستثمار القياسية الطريق أمام تحول رقمي متسارع. غير أن الاستفادة الكاملة من هذا الزخم تتطلب من المؤسسات تجاوز تحديات التنفيذ وتوسيع نطاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي على مستوى المؤسسة بأكملها». وأضاف: «نعمل في «ريفربيد» على تمكين عملائنا من تحقيق هذا الهدف من خلال حلول عملية للذكاء الاصطناعي تُنفذ ضمن استراتيجية مؤسسية متكاملة، تركز على تحسين التجارب الرقمية، ورفع كفاءة عمليات تكنولوجيا المعلومات، واستثمار الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي اليوم وفي المستقبل».