قانون الأخلاق والإنسانية

وقف كبير السن في الطابور انتظاراً للخدمة، بادر شاب بتقديمه على نفسه احتراماً له. في المترو المزدحم لم يجد كبير السن مقعداً، بادر شاب بالتنازل له عن مقعده. في جهاز حكومي يطبق نظام الأرقام في انتظار الخدمة لكنه يقدم كبار السن تطبيقاً لقانون كبار السن. وجد عمالاً يتناول الطعام على الرصيف في فترة الاستراحة، ألقى عليهم التحية، تحدث معهم، أشاد بهم.
قبل قانون كبار السن الجميل وبعده، يتصرف الناس بقانون الأخلاق والإنسانية. على مستوى المؤسسات والأفراد يحضر قانون الأخلاق والإنسانية كطبيعة بشرية تم تعزيزها رسمياً بقانون كبار السن.
في المستشفيات يستقبلك قانون الأخلاق والإنسانية، تقابله عند موظف الأمن، موظف الاستقبال، عامل النظافة، الممرضة، الطبيب، الصيدلاني، تقابله في الأقسام المختلفة. هذه هي الثقافة السائدة، أما الحالات الشاذة فهي لن تختفي بشكل نهائي في أي مجال ويتم التعامل معها بالتقييم والتوعية والأنظمة ومن ذلك مثلاً حالات التنمر، والابتزاز، والمخالفات المرورية والسرقات المادية والفكرية وغيرها.
يوصف السلوك الأخلاقي والإنساني أنه سلوك حضاري وهو نتاج تعليم وتربية وثقافة مجتمع وبيئة أسرية تسودها علاقة الحب والاحترام والتعود على العطاء والمشاركة والمسؤولية. في هذه البيئة نشأت الجمعيات الخيرية والإنسانية، وتحولت المسؤولية الاجتماعية للمنظمات من التنظير إلى التطبيق واستحقت المملكة العربية السعودية لقب مملكة الإنسانية بما تقدمه في المجال الإنساني من دعم وخدمات ومبادرات داخل وخارج المملكة.
ثقافة الأخلاق والإنسانية هي بيئة المجتمع التي تنتج الأمن والتكافل والمسؤولية الاجتماعية والرعاية الصحية التي تتوسع فتشمل الرعاية المنزلية لمن يستحق، هي الثقافة التي تنبذ العنصرية والتعصب، هي الثقافة التي تستحق إبرازها إعلاميا، ثقافة تعتمد على تأسيس تربوي في المدارس والحياة الأسرية لتحقيق التكيف الإيجابي مع ما يطرأ من متغيرات وتحديات.
سلوك الأفراد الأخلاقي الإنساني هو ثقافة المجتمع الكبير الذي يحترم الإنسان دون تمييز ويقدم للعالم نموذجاً مجتمعياً يتمتع بحياة يسودها إشباع احتياج أساسي هو الأمن للجميع.