البشارة يواكب التحول الإنساني في "يا صبر أيوب"

نظم البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2025، لقاءً مع الكاتب فهد البشارة حول تجربته الأدبية في كتابه "يا صبر أيوب"، متناولًا مفهوم الصبر بوصفه قوةً داخلية تصقل العزيمة وتطهّر النفس من الآلام.
وأوضح البشارة أن الصبر قيمةٌ عملية لا تتحقق بالتنظير، بل بالاختبار والتجربة، قائلًا: "الجميع يتحدث عن الصبر وأهميته، لكن المواقف الصعبة تكشف صدق هذا الإيمان، فحين يبلغ الإنسان أقصى درجات الألم يكون الصبر سبيله إلى الفرج، كما وعد الله تعالى في قوله: إن الله مع الصابرين".
وتحدث عن تفاصيل كتابه الذي يستعرض قصة رجل عانى سلسلةً من المصاعب قبل أن يظهر في حياته شخصٌ مجهول يحلّ له أزماته، ليتبيّن في النهاية أن هذا الشخص هو نفسه من كان سببًا في تلك المعاناة، مبينًا أن القصة الواقعية تحمل رسائل في الإيمان، والرضا، والإدراك بأن الصبر يجلب التأييد الإلهي في الوقت المقدر.
واستحضر البشارة في حديثه نماذج من قصص الأنبياء، مستلهمًا صبر الخليل إبراهيم عليه السلام في مواجهة الابتلاءات الكبرى، مؤكدًا أن أعظم صور الفرج تأتي عقب أشد لحظات المحنة.
وعن بداياته في عالم الرواية، كشف أنه لم يكن يميل إليها في بداية مسيرته الأدبية، إذ كتب أولًا في مجالات التطوير والتنمية الذاتية، قبل أن يخوض تجربة السرد الروائي استجابة لطلب قرّائه، عبر روايته الأولى "جبر الخواطر" التي حققت نجاحًا واسعًا وفتحت له أبواب هذا العالم الإبداعي.
وأشار إلى أن الرواية تجمع بين المتعة والمعنى وتتيح للكاتب مساحةً لتقديم رسائل إنسانية في قالبٍ فني جذاب، مؤكدًا أن روايته "إن الله معنا" تمثل الأقرب إلى قلبه بين أعماله الروائية.
يذكر أن معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 في فعالياته يوميًا حتى 11 أكتوبر الجاري، جامعًا نخبة من الأدباء والمفكرين والمبدعين من داخل المملكة وخارجها، تحت شعار "الرياض تقرأ".