استعرضت ندوة «أضواء على حياة غازي القصيبي» في معرض الرياض الدولي للكتاب 2019 جوانب مضيئة من مسيرة حياة الراحل الدكتور غازي القصيبي، شملت النواحي الإنسانية والأدبية والإبداعية، كما سلطت الضوء على حياته الإدارية. وتضمنت الندوة ثلاث كلمات لعدد من المثقفين المقربين منه، حيث شارك فيها محمد نصر الله، وحمد القاضي، والشيخ أبو عبدالرحمن الظاهري ألقاها نيابة عنه عبدالرحمن العرشي، وأدار الجلسة الدكتورة هند السديري، وأقيمت أمس الأول ضمن البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض. وتناول محمد نصر الله مسيرة الجانب الإبداعي والثقافي من سيرة الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله-، وتحدث عن إنتاجه السردي، مستلهما تجربته الباذخة في روايته شقة الحرية، والتي استطاع فيها بموهبته الفذة أن يخضع النقد التحليلي بأسلوبه الروائي المتميز، بحيث زاوج فيها بين التناقضات التي عاشها جيل الخمسينيات والستينيات، باحثا عن الحرية من تراكمات الماضي. وأضاف نصر الله: إن تجربة القصيبي في «العصفورية» تتمحور حول الذات العربية المهمشة، ما يؤكد تضافرها مع شقة الحرية في كونهما روايتي قضايا. واعتبر كتاب القصيبي «حياة في الإدارة» نوعا من أنواع السرد الذي يستلذ بقراءته، ووصف الراحل برائد من رواد الواقعية، متسائلا عن سبب نجاح تجربته، ومطالبا بالمزيد من الدراسات التي تفند سيرة الطموح في شخصه. فيما استعرض حمد القاضي سيرة حياة غازي القصيبي من الناحية الإنسانية، واختار أن يترك الذاكرة تتحدث عنه، ذلك أن ثمة مواقف عدة جمعتهما، كما سرد عنه العديد من القصص والمواقف مع أصدقائه، وذلك على شكل إضاءات سردية حكواتية حزينة، أعادت إلى الأذهان ساعة إعلان وفاة القصيبي. وأثنى القاضي في ختام حديثه على تجربة غازي القصيبي في وزارة العمل، وأكد نجاحه في كفاح توطين الوظائف. من جهته، استعرض أبو عبدالرحمن عقيل الظاهري عددا من الرسائل التي كانت بينه وبين الدكتور غازي القصيبي، وتناولت عددا من الهموم العربية، كما تناولت فلسفته التاريخية. وطالبت الأكاديمية كاميليا عبدالفتاح بإعادة دراسة إنتاج الدكتور غازي القصيبي الأدبي من حيث الفكر العروبي والروح الإنسانية والقضايا التي أثارها، وأشارت إلى استخدام القصيبي للرمزية العالية التي أشكلت على بعض النقاد، وتناولت العلاقة بين ثلاثة أطراف محورية في إنتاجه: المرأة والحزن والحرية.