الأسهم الأوروبية تسجل أعلى مستوى بفضل ارتفاع أسعار الرقائق وآمال خفض أسعار الفائدة

ارتفعت الأسهم العالمية قرب مستويات قياسية اليوم الخميس، حيث استوعب المستثمرون التداعيات المحتملة لإغلاق الحكومة الأمريكية، في حين أظهر تقرير ضعيف عن سوق العمل الأمريكي الخاص عززت التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي.
قد يؤدي إغلاق الحكومة الأمريكية المطول إلى تأخير أو تعطيل إصدار البيانات الرسمية الرئيسية المتعلقة بالتوظيف والتضخم، مما يُلقي بظلال من الشك على صحة أكبر اقتصاد في العالم ومسار أسعار الفائدة.
يبدو من غير المرجح أن يتم إصدار تقرير الوظائف الشهري يوم الجمعة، مما يضع تقرير التوظيف المسائي الذي يظهر أن الاقتصاد قد تخلى عن الوظائف بشكل غير متوقع في سبتمبر في تركيز أكثر حدة. يقوم المتداولون الآن بتسعير تخفيضات أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة من بنك الاحتياطي الفيدرالي بحلول نهاية العام كصفقة شبه محسومة.
وقال كيفن ثوزيه، عضو لجنة الاستثمار في شركة إدارة الأصول كارمينياك، في إشارة إلى إغلاق الحكومة: "آمل أن يُسوّوا هذا الأمر بسرعة"، مضيفًا أن بيانات التضخم من المقرر صدورها أيضًا قبل الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. وأضاف أنه في حين أن الأسهم الأمريكية حققت أداءً جيدًا، إلا أن عدم اليقين بشأن مصداقية المؤسسات الأمريكية بشكل عام قد تجلى في ضعف الدولار.
وارتفع مؤشر (ام اس سي آي) الأوسع للأسهم العالمية بنحو 0.25% يوم الخميس، بعد أن سجلت الأسهم الأوروبية مستوى قياسيًا جديدًا، بارتفاع بنحو 0.6%. كما ارتفعت العقود الآجلة لبورصة وول ستريت بنسبة تراوحت بين 0.2% و0.4%.
وكانت أسهم التكنولوجيا في آسيا قد ارتفعت في وقت سابق، مما ساهم في رفع مؤشرات أسهم المنطقة، مدعومةً جزئيًا بأخبار توقيع شركتي سامسونج وهاينكس الكوريتين الجنوبيتين الرائدتين في صناعة الرقائق شراكات.
دفع مزيج من رهانات تخفيف السياسة النقدية من جانب الاحتياطي الفيدرالي وبعض المخاوف المتعلقة بإغلاق الحكومة الذهب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3,895.09 دولارًا أمريكيًا خلال الليل، كما دعم أيضًا سندات الخزانة الأمريكية، مما أدى إلى انخفاض حاد في العائدات.
وانخفض عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين إلى أدنى مستوى له في أسبوعين عند 3.531% يوم الخميس، وبلغ آخر سعر له 3.5408%.
واستقر مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يتتبع أداء العملة مقابل ست عملات رئيسية، بالقرب من أدنى مستوى له في أسبوع عند 97.459 الذي بلغه خلال الليل. وكان قد استقر عند 97.578، بانخفاض 0.1% عن مستوى إغلاق يوم الأربعاء.
واستقر الدولار عند 146.975 ين، بعد أن أشار نائب محافظ بنك اليابان، شينيتشي أوشيدا، في تصريحات خلال فعالية للقطاع، إلى ثقته في أن الظروف مواتية لرفع آخر لأسعار الفائدة.
وارتفع اليورو قليلاً إلى 1.1752 دولار أمريكي، بينما ارتفع الجنيه الإسترليني قليلاً إلى 1.35 دولار أمريكي.
وارتفعت الأسهم الأوروبية إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الخميس، مدفوعةً بارتفاع عالمي في أسهم شركات الرقائق، بينما حافظت المعنويات على انتعاشها وسط توقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الشهر. ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.7% ليصل إلى 568.7 نقطة بحلول الساعة 08:45 بتوقيت غرينتش، مسجلاً أعلى مستوى له على الإطلاق. كما ارتفعت معظم البورصات الإقليمية، وتصدر مؤشر ألمانيا المكاسب بارتفاع نسبته 1.3%.
ارتفعت أسهم التكنولوجيا بنسبة 2.3%، متتبعةً مكاسب وول ستريت خلال الليل. وتعززت ثقة المستثمرين بعد أن وقّعت كلٌّ من سامسونج إلكترونيكس الكورية، وإس كيه هاينكس خطابات نوايا لتوريد شرائح ذاكرة لمراكز بيانات اوبن إيه آي.
ارتفع سهم إيه إس ام ال بنسبة 4.3%، وسهم إيه اس ام آي بنسبة 6.2%، مما دفع المؤشر الهولندي الرئيسي إلى مستوى قياسي.
وقال أنثي تسوفالي، استراتيجي الأصول المتعددة في بنك يو بي اس، قائلاً: "على المدى الطويل، نحن متفائلون بشأن أسهم التكنولوجيا في أوروبا بفضل الذكاء الاصطناعي"، متوقعًا أن يستمر أداء القطاع في الأداء الجيد "على الرغم من كونه جزءًا صغيرًا من قطاع تكنولوجيا المعلومات العالمي".
ارتفع سهم السيارات بنسبة 2.3%، مدعومًا بارتفاع بنسبة 7% في سهم ستيلانتيس، بعد أن أظهرت بيانات السوق تحسنًا في مبيعات السيارات الجديدة للمجموعة في إيطاليا والولايات المتحدة. ارتفع سهم فيراري بنسبة 2.8% بعد أن رفع بنك اتش اس بي سي تصنيفه لشركة صناعة السيارات الإيطالية من "احتفاظ" إلى "شراء".
وارتفعت أسهم الرعاية الصحية بنسبة 0.6%، موسعةً بذلك ارتفاعها من الجلسة السابقة، بعد أن ساهمت اتفاقية بين الولايات المتحدة وشركة فايزر بشأن أسعار الأدوية الموصوفة يوم الثلاثاء في تقليص بعض الشكوك في هذا القطاع.
كما سيراقب المستثمرون عن كثب أي تطورات تتعلق بإغلاق الحكومة الأمريكية، مما قد يؤخر إصدار بيانات الوظائف الرئيسية في وقت لاحق من هذا الأسبوع، ويزيد من حالة عدم اليقين بشأن قدرة الاحتياطي الفيدرالي على تقييم حالة الاقتصاد.
وكانت توقعات تساهل الاحتياطي الفيدرالي في السياسة النقدية أحدث محفز للأسهم الأوروبية، حيث كانت البنوك، والقطاعات الصناعية، من بين أفضل القطاعات أداءً حتى الآن هذا العام.
ودفع ضعف تقرير رواتب القطاع الخاص الصادر يوم الأربعاء السوق إلى تسعير خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر إلى 99%، ارتفاعًا من حوالي 86% قبل أسبوع.
ارتفع مؤشر ستوكس بأكثر من 11% حتى الآن هذا العام، مقارنةً بمكاسب تجاوزت 14% لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأمريكي والذي سجل أيضًا مستويات قياسية مرتفعة في الجلسة السابقة.
انخفض سهم شركة بيانات الائتمان إكسبيريان بنسبة 5.5% بعد أن أعلنت شركة فيكو عن إطلاق برنامج ترخيص مباشر لخفض التكاليف لإقراض الرهن العقاري. وارتفع سهم تيسكو بنسبة 4.1% بعد أن رفعت مجموعة متاجر السوبر ماركت البريطانية توقعاتها لأرباح العام بأكمله.