شهد سوق المسوكف الشعبي بمحافظة عنيزة تدشين مجسم «عنيزة التاريخية»، والذي استغرق إنجازه أكثر من ثلاث سنوات من البحث وجمع المعلومات والتصميم والمراجعة، ورعى تنفيذه أبناء عبدالله الحمد الزلمل ويجسّد المجسم صورة لعنيزة قبل عام 1390ه، ليعيد للأذهان ملامح المدينة التي طمستها موجات النمو العمراني والتجاري والسكاني المتسارع. وقد اعتمد القائمون على المشروع، بقيادة الفنان التشكيلي عبدالله بن محمد السويلم ونجله عمار، على مواد متعددة كالجبس والطين والرمل وأجزاء بلاستيكية، وعناصر مكملة أخرى تضمن إخراج المجسم بدقة فنية عالية، كما أسهم أهالي المحافظة بتزويد الفريق المنفذ بمعلومات وتصحيحات دقيقة، وبما يمنح المشروع قيمة توثيقية أكبر. وجاءت فكرة المشروع بمبادرة من عضو لجنة أهالي عنيزة والمشرف العام على المشروع الأستاذ عبدالله بن يحيى السليم، الذي أوضح أن غياب المعالم التراثية بعد اختفاء المساجد والأسواق والأحياء القديمة، دفع أبناء المحافظة إلى البحث عن وسيلة تحفظ هوية عنيزة التاريخية وتنقلها للأجيال الحالية والقادمة. المجسم الذي يبلغ طوله ستة أمتار وعرضه ثلاثة أمتار ونصف المتر، استند في تفاصيله إلى صور جوية وخرائط تاريخية وذاكرة أبناء عنيزة ممن عايشوا تلك الحقبة، ليتيح للزائر فرصة التجول بصريًا بين شوارع وأسواق المدينة القديمة، فيما وصفه القائمون عليه بأنه ليس مجرد عمل فني، بل «ذاكرة حية» تعزز الوعي بالتراث وتربط الأجيال الحاضرة والقادمه بماضي محافظتهم العريق.