قمت بزيارة سريعة قبل أيام إلى منطقة الباحة، برفقة بعض الزملاء للاطلاع على هذه المنطقة الجميلة في وطننا الغالي، وكانت تلك الزيارة مليئة بالبرامج المتنوعة التي قد لا أستطيع حصرها، ولكن كما يقال (يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق). حيث قمنا بزيارة جمعية النحالين التعاونية بالباحة، وقد وجدنا ما يثلج الصدر من حفاوة الاستقبال والشرح المفصل عن أنشطة الجمعية واحترافية العمل المنظم، حيث أسست جمعية النحالين التعاونية بالباحة قبل عشر سنوات، وأسس الجمعية الأستاذ الدكتور أحمد الخازم عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود المتخصص بعلوم النحل، أسست الجمعية -كأول جمعية تؤسّس على مستوى المملكة- بهدف خدمة النحالين ولتطوير صناعة النحل في منطقة الباحة والسعودية، وكان من أهم أهدافها رفع المستوى المعرفي للنحالين وتحويلهم من عسالين إلى مربين يديرون نحلهم بأفضل الممارسات العالمية، كما كان من الأهداف توفير وتصنيع أدوات ومستلزمات تربية النحل الحديثة، وتسويق منتجات الأعضاء، وزراعة المراعي النحلية، وتصنيع كل ما يحتاجه النحال مثل: أغذية النحل وغيرها. تملك الجمعية منظومة متكاملة من المشاريع والأنشطة لخدمة النحالين. وصدق الله عز وجل في قوله: (وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ)، (ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون)، صدق الله العظيم. من شاهد مملكة النحل فلا بد أن يتفكر في خلق الله عز وجل. ثم بعد ذلك قمنا بزيارة سياحية إلى كهوف الغروب والذي يعتبر منتجعا سياحيا (بشدا الأسفل بمنطقة الباحة)، حيث بدأت عملية التنفيذ من عام 2012م تقريباً، والفكرة كانت قبل هذا التاريخ، حيث قام أحد أبناء منطقة الباحة بتجهيز المعدات لتكسير الصخور، وقام بفتح الطريق المؤدي للموقع بواسطة (البوكلين) لتسهيل وصول المعدات من شيولات وسيارات الدفع الرباعي والمحروقات وغيرها، ثم قام بجلب العمالة من العمالة المتخصصة التي تحسن العمل في تكسير الصخور والعمل والبناء بالحجر الطبيعي من صخور الجرانيت، وقام بتجويف الكهوف في الأسقف التي كان ارتفاعها محدودا لا يستطيع الإنسان الوقوف بداخلها والحفر في الأرضيات، وكان الموقع عبارة عن ثمانية كهوف تم ربطها مع بعض من الأعلى بالخرسانة المسلحة وإخفاء الأسقف السفلية بنفس شكل صخور الجرانيت المكونة لتلك الكهوف، وتم إنجازها عام 2022م، والمرحلة الثانية الدور العلوي تم إنجازها عام 2024م، وكان من أهم التحديات عدم وجود المياه التي يحتاجها المنتجع وبعض مزارع البن البسيطة حول المنتجع، وتم عمل عدة مصائد للمياه في الموقع، وما زال التطوير في المنتجع مستمرا. كما يتميز الموقع بمسارات للهايكنج وأماكن التسلق والاستمتاع بجمال غروب الشمس، هكذا تكون السياحة والتطوير في بلادنا، فقد وصلنا إلى مراحل متقدمة ننافس فيها معظم الدول التي سبقتنا في هذا المجال، فشكرا لأبناء هذا الوطن على تلك المبادرات والتسابق والإبداع والاحترافية في العمل، ومثل هذه المبادرات الجميلة يُعوّل عليها في الارتقاء بسياحتنا إلى ما هو منتظر لمواكبة رؤية 2030. وفي الختام شكرا لأمانة منطقة الباحة سعيها لتحقيق جودة الحياة من خلال النظافة وجمال الشوارع وعدم وجود التلوث البصري. سليمان بن عبدالعزيز السنيدي