حض وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأربعاء، روسيا على وقف "القتل" في أوكرانيا، وذلك خلال لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف في نيويورك. وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية الأميركية تومي بيغوت إثر الاجتماع إن روبيو "كرر دعوة الرئيس (دونالد) ترامب الى وضع حد للقتل، وضرورة أن تتخذ موسكو إجراءات ذات دلالة بهدف التوصل الى تسوية دائمة للنزاع بين روسيا واوكرانيا". في المقابل، شدّد لافروف على أن "الخطط التي تروج لها كييف وبعض العواصم الأوروبية بهدف إطالة أمد النزاع غير مقبولة"، وذلك في بيان للخارجية الروسية حول فحوى الاجتماع بين الوزيرين. وجاءت تصريحات روبيو بعدما أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالرئيس ترامب، في أعقاب التغيير المفاجئ في موقفه تجاه روسيا الثلاثاء، والذي أكد فيه أنّ كييف قادرة على استعادة كل أراضيها من روسيا. وكان ترامب شدد لفترة طويلة على هيمنة موسكو العسكرية في أوكرانيا. من جهة أخرى، شكّك زيلينسكي الأربعاء في قدرة حلف شمال الأطلسي على ضمان أمن بلاده. وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعتبر أن احتمال نيل بلاده عضوية في حلف شمال الأطلسي مستقبلا، وهو ما استبعده ترامب، قد يكون غير كاف. وقال "هذا الجنون مستمر لأن المؤسسات الدولية ضعيفة جدا. الانضواء في التحالف العسكري الراسخ لا يعني تلقائيا أنك آمن". لكنه أشاد بترامب عقب لقاء جمعهما الثلاثاء. وقال زيلينسكي "عقدنا اجتماعا جيدا مع الرئيس ترامب، كما تحدّثت إلى كثر من كبار القادة، معا يمكننا إحداث تغيير كبير". وأضاف "بالطبع نحن نبذل كل الجهود لضمان تلقي مساعدة حقيقية من أوروبا، وبالطبع نعتمد على الولاياتالمتحدة". وحذّر زيلينسكي الأربعاء من أن أوروبا لا يمكنها أن تسمح بأن تدور مولدافيا ذات الموقع الاستراتيجي في فلك النفوذ الروسي وأن تحتذي ببيلاروس وجورجيا. وقال "تحاول روسيا أن تفعل في مولدافيا ما فعلته إيران في لبنان، ومرة جديدة الاستجابة العالمية غير كافية. لقد فقدنا جورجيا بالفعل في أوروبا... ومنذ سنوات عدة تتّجه بيلاروس نحو الاعتماد على روسيا. لا يمكن لأوروبا أن تتحمل خسارة مولدافيا أيضا". وتشهد الجمهورية السوفياتية السابقة انتخابات تشريعية الأحد، وقد اتّهمت رئيسة البلاد مايا ساندو الإثنين روسيا بدفع أموال "لمئات الأشخاص" من أجل زعزعة استقرار الدولة الصغيرة. وحذّر زيلينسكي من خطر استخدام الذكاء الصطناعي في تطوير الأسلحة، خصوصا المسيّرات، وقال "نشهد حاليا سباق تسلّح هو الأكثر تدميرا في تاريخ البشرية، لأنه يشمل هذه المرّة الذكاء الاصطناعي"، مشددا على أن الضمانات الأمنية الحقيقية الوحيدة هي "الأصدقاء والأسلحة". إلى ذلك، أشار الرئيس الأوكراني إلى أنّ بلاده اضطرّت إلى زيادة إنتاجها العسكري. وقال "أوكرانيا لا تملك الصواريخ الكبيرة التي يحب الديكتاتوريون التباهي بها في العروض (العسكرية)، ولكن لدينا طائرات بدون طيار يمكنها التحليق لمسافة تصل إلى 2000 أو 3000 كيلومتر". وأضاف "لم يكن أمامنا خيار سوى إنتاجها لحماية حقنا في الحياة".