الأسهم العالمية ترتفع معززة بقطاع الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا

ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي جديد، أمس الثلاثاء، مدعومةً بتزايد التوقعات بخفض إضافي في أسعار الفائدة الأميركية، حيث يترقب المستثمرون خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في وقت لاحق من اليوم لمعرفة المزيد من المؤشرات على السياسة النقدية.
ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.6 % ليصل إلى 3,769.48 دولارًا للأونصة، اعتبارًا من الساعة 08:40 بتوقيت غرينتش، مسجلًا أعلى مستوى قياسي جديد. ارتفعت عقود الذهب الأميركية الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 0.7 % لتصل إلى 3,801.70 دولارًا.
ودعا محافظ الاحتياطي الفيدرالي الجديد، ستيفن ميران، يوم الاثنين إلى تخفيضات حادة في أسعار الفائدة، مضيفًا أن الاحتياطي الفيدرالي أخطأ في تقدير مدى تشديد سياسته النقدية، وسيُعرّض سوق العمل للخطر، وهو رأيٌ عارضته تصريحات ثلاثة من زملائه الذين يرون أن البنك المركزي بحاجة إلى توخي الحذر بشأن التضخم.
وقال المحلل المستقل روس نورمان: "إن موقف ميران المتشائم يعزز بلا شك توقعات تخفيضات أكبر في أسعار الفائدة، إذ يبدو أن الإدارة الأميركية حريصة على دفع هذا الاتجاه، وهذه نتيجة إيجابية للذهب".
ويتوقع المستثمرون خفضين لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، أحدهما في أكتوبر والآخر في ديسمبر، باحتمالية 90 % و73 % على التوالي. ويميل الذهب غير المُدرّ للعائد إلى تحقيق أداء جيد في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
وأضاف نورمان: "يشهد الذهب طلبًا جيدًا من المستثمرين المؤسسيين الذين ربما يبتعدون عن الأسهم مع بلوغ تلك الأسواق ذروتها، إلى جانب طلب جيد من الهند". ارتفعت أقساط الذهب الفعلية في الهند إلى أعلى مستوى لها في 10 أشهر هذا الأسبوع، حيث فشلت الأسعار القياسية قرب موسم الأعياد في ردع المستثمرين عن شراء السبائك تحسبًا لمزيد من المكاسب.
وأضاف نورمان أيضًا أن أسعار الذهب، على المدى القصير، تعتمد على استمرار الطلب الهندي، وانتعاش الشراء الصيني، ومدى استدامة ارتفاع حيازات صناديق الاستثمار المتداولة.
وأعلن صندوق اس بي دي ار، أكبر صندوق مؤشرات مدعوم بالذهب في العالم، أن حيازاته ارتفعت بنسبة 0.60 % لتصل إلى 1,000.57 طن يوم الاثنين، مسجلةً أعلى مستوى لها في أكثر من ثلاث سنوات مقارنةً بيوم الجمعة.
وقال محللو السلع النفيسة لدى انفيستنق دوت كوم، ارتفعت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية في التعاملات الآسيوية يوم الثلاثاء، مدعومةً بشكل رئيس بتزايد الطلب على الملاذ الآمن، حيث أثارت التصريحات الأخيرة لمسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بعض الحذر بشأن تخفيضات أسعار الفائدة المستقبلية.
وكانت الأسواق متوترة أيضًا قبل سلسلة من المؤشرات الاقتصادية الأميركية الرئيسة هذا الأسبوع، أبرزها خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في وقت لاحق من يوم الثلاثاء. ومن المقرر أيضًا صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات لشهر أغسطس اليوم، في حين من المقرر صدور مؤشر رئيس للتضخم في وقت لاحق من الأسبوع.
وأضاف عدم اليقين بشأن السياسة الأميركية إلى العزوف عن المخاطرة، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن رسوم باهظة على تأشيرة عمل شائعة. كما أدلى ترمب يوم الاثنين بمزاعم مثيرة للجدل بشأن اللقاحات، ومرض التوحد، ومسكن ألم شائع، مما تسبب في اضطرابات في أسهم شركات الأدوية.
وأدى تراجع الأسواق التي تحركها المخاطر، مثل الأسهم الآسيوية، إلى تعزيز الطلب على الملاذ الآمن للذهب. وتراجعت الأسهم الصينية يوم الثلاثاء بعد ارتفاع قوي في الشهر الماضي.
واتخذ العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يوم الاثنين موقفًا حذرًا بشأن توقعات المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة من قِبل البنك المركزي، حيث صرّح رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، في مقابلة بأنه لا يُفضّل خفض سعر الفائدة في أكتوبر بسبب الحذر من التضخم الثابت.
كما أيّدت بيث هاماك، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، مخاوف بوستيك، مُشيرةً إلى أن السياسة الحالية ليست مُقيّدة بما فيه الكفاية. كلا العضوين في الاحتياطي الفيدرالي ليسا عضوين في مجلس تحديد أسعار الفائدة في البنك المركزي.
واصل عضو مجلس الإدارة، ستيفن ميران، الذي تولى المنصب قبل أسبوع فقط، دعواته لخفض أسعار الفائدة بشكل كبير، مُكرّرًا إلى حد كبير موقف ترمب القائل بضرورة خفض أسعار الفائدة. كان ميران المعارض الوحيد في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي، داعيًا إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، مقارنةً ب 25 نقطة أساس التي أقرها البنك المركزي.
وصرح رئيس الاحتياطي الفيدرالي باول الأسبوع الماضي بأن التخفيض مدفوع بشكل رئيس بالمخاوف من تباطؤ سوق العمل، وأن الاحتياطي الفيدرالي سيخفف سياسته النقدية أكثر في ظل تزايد مؤشرات ضعف الوظائف.
لكن باول أشار أيضًا إلى استمرار المخاوف بشأن التضخم الثابت، لا سيما في ظل رسوم ترمب الجمركية. سيتحدث رئيس الاحتياطي الفيدرالي الساعة 12:35 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (16:35 بتوقيت غرينتش).
واستفادت أسعار المعادن من خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة الأسبوع الماضي، على الرغم من أنها تأخرت بشكل كبير عن مكاسب الذهب. انخفض سعر الفضة الفوري بنسبة 0.1 % ليصل إلى 44.04 دولارًا للأونصة، ليحوم قرب أعلى مستوى له في 14 عامًا. وارتفع البلاتين بنسبة 1.6 % ليصل إلى 1,438.97 دولارًا، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 1.9 % ليصل إلى 1,200.94 دولارًا.
من بين المعادن الصناعية، انخفضت العقود الآجلة القياسية للنحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.3 % لتصل إلى 9,975.05 دولارًا للطن، بينما انخفضت العقود الآجلة للنحاس في بورصة كومكس بنسبة 0.5 % لتصل إلى 4.6275 دولارًا للرطل.
ومن المقرر صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات الأميركي لشهر سبتمبر في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، مما يُقدم المزيد من المؤشرات على نشاط الأعمال في أكبر اقتصاد في العالم. من المتوقع أن تُظهر القراءة تباطؤًا طفيفًا في نمو كل من قطاعي التصنيع والخدمات، وقد تُثير بعض المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الأميركي.
من المقرر صدور بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي -وهو مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي- يوم الجمعة، وستكون الحدث الاقتصادي الرئيس لهذا الأسبوع. من المتوقع أن تُظهر القراءة استقرار التضخم في أغسطس، مع بقاء تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي أعلى من الهدف السنوي البالغ 2 % الذي حدده الاحتياطي الفيدرالي.
وقبل صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي، ستترقب الأسواق أيضًا القراءة النهائية لنمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني. وقد أظهرت البيانات السابقة نمو أكبر اقتصاد في العالم بأكثر من المتوقع في الربع الثالث من عام 2020، على الرغم من التحديات الناجمة عن الرسوم الجمركية.
ارتفاع الأسهم العالمية
في بورصات الأسهم العالمية، ارتفعت الأسهم عالميًا يوم الثلاثاء، مدفوعةً بالتفاؤل بشأن الذكاء الاصطناعي إلى جذب الأموال إلى أسهم التكنولوجيا. ارتفع مؤشر يورو ستوكس 600، الذي كان يتخلف عن الركب في ظل الإقبال على أسهم التكنولوجيا، بنسبة 0.4 %، مدعومًا بأسهم المرافق، مع ارتفاع المؤشرين الألماني والفرنسي بنسبة 0.5 % و0.7 % على التوالي.
انخفضت أسهم شركة "إيه اس ام ال" الهولندية لتصنيع معدات الرقائق بنسبة 1.2 %، مما حدّ من مكاسبها.
وحققت وول ستريت رقمًا قياسيًا جديدًا مع إعلان شركة إنفيديا، عن عزمها استثمار ما يصل إلى 100 مليار دولار في شركة اوبن إيه آي، على أن يتم تسليم أول معدات مركز البيانات في النصف الثاني من عام 2026.
جذب الارتفاع الذي بدا ثابتًا في أسهم التكنولوجيا أموالًا من صناديق الزخم ومستثمري الخيارات، وعزز مكاسب المؤشرات الأوسع. ودفعت شركات التكنولوجيا الكبرى المكاسب، مستفيدة من المؤشرات الأوسع
وكتب محللو دويتشه بنك، في إشارة إلى سبع شركات تكنولوجيا مهيمنة قادت نمو سوق الأسهم الأميركية: "لقد كانت الشركات السبع الرائعة هي التي تقود المكاسب". وقالوا: "يبدو أن مسار مكاسب الأسهم الأميركية يشبه إلى حد كبير مسار عامي 2023 و2024، حيث تقود المكاسب السنوية مجموعة محدودة جدًا من الأسهم".
وأشار كريس ويستون، رئيس قسم الأبحاث في شركة بيبرستون للوساطة، إلى أن المستثمرين يتحوّطون من مخاطر الأسهم بشراء الذهب. سجّل المعدن الأصفر مستوى قياسيًا عند 3,759.02 دولارًا للأونصة، مرتفعًا بنسبة 9% تقريبًا خلال الشهر حتى الآن.
واستقرت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 دون تغيير يُذكر، بينما انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 0.3 %، بعد أن بلغت مستويات قياسية جديدة خلال الليل. كما ركّز المستثمرون على التصريحات المرتقبة من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، بمن فيهم رئيسه جيروم باول، في وقت لاحق من اليوم، لتقييم مسار السياسة النقدية للبنك المركزي الأميركي بعد خفض أسعار الفائدة الأسبوع الماضي.
وعوضت عوائد سندات منطقة اليورو خسائرها بعد صدور بيانات عن النشاط التجاري في المنطقة. ارتفع عائد السندات الألمانية القياسية لأجل عشر سنوات إلى 2.75 %، مستقرًا خلال اليوم، بعد أن أظهرت البيانات نمو النشاط في أكبر اقتصاد أوروبي بوتيرة متسارعة في سبتمبر.
سجّلت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسة الثلاثة مستويات إغلاق قياسية للجلسة الثالثة على التوالي يوم الاثنين. وفي آسيا، استفادت قطاعات الرقائق من الطلب على أسهم التكنولوجيا، حيث ارتفعت أسهم كوريا الجنوبية بنسبة 0.5 %، بعد أن قفزت بأكثر من 9 % هذا الشهر.
وكان مؤشر نيكي الياباني، مغلقًا لقضاء عطلة، لكنه ارتفع بنسبة 6.5 % حتى الآن في سبتمبر، بينما ارتفع مؤشر تايوان بنحو 7 %.
وتعافى مؤشر الأسهم القيادية الصيني، من خسائره ليتداول مستقرًا، بعد أن تلاشت موجة صعوده المدفوع بالسيولة في الأيام الأخيرة. وحقق مؤشر أم اس سي آي، الأوسع نطاقًا لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان، مكاسب يومية طفيفة، ولا يزال مرتفعًا بنسبة 5.5 % خلال الشهر.
واستمدت الأسهم العالمية دعمًا من توقعات بسلسلة من التخفيضات الإضافية في أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي بعد تخفيف السياسة النقدية الأسبوع الماضي. تشير العقود الآجلة إلى احتمال بنسبة 90 % تقريبًا لخفض إضافي في أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في أكتوبر، واحتمال بنسبة 75 % لتخفيفها في ديسمبر أيضًا.
ولا تزال الأسواق متساهلة بشدة على الرغم من الرسائل المتباينة من الاحتياطي الفيدرالي نفسه. في حديثه يوم الاثنين، دعا محافظ الاحتياطي الفيدرالي الجديد، ستيفن ميران، إلى خفض حاد في أسعار الفائدة، لكن ثلاثة من زملائه قالوا إن البنك المركزي بحاجة إلى توخي الحذر بشأن التضخم.
وفي أسواق العملات، واصل الدولار تذبذبه الأخير، حيث انخفض خلال الليل بعد ثلاث جلسات من المكاسب. استقر اليورو عند 1.179 دولار أميركي، بعد ارتداده من أدنى مستوى له عند 1.1726 دولار أميركي يوم الاثنين، بينما تراجع الدولار الأميركي إلى 147.72 ين ياباني من أعلى مستوى له عند نحو 148.37 ين. واستقرت الكرونة السويدية عند 9.34 ين للدولار بعد أن خفض البنك المركزي أسعار الفائدة إلى 1.75 %، وقال إنه من المتوقع أن تبقى ثابتة لبعض الوقت.