"طليطلة ألمع" مشروع ثقافي أدبي فكري نهض سريعا لاستثمار الطاقات الإبداعية والتفاعل معها لصناعة مساحات واعدة لخلق المناخ الأجمل للتثاقف وصناعة واقع أدبي وفني وفكري وإبداعي واستثمار ما في الوطن من طاقات بالتفاعل معها وإبرازها والتحاور معها سعيا لخلق مناخ للحوار الثقافي الإنساني بأدوات وأبعاد مختلفة ومتميزة، هكذا بدأ صاحب قصر طليطلة بمحافظة رجال ألمع الأديب خلف إبراهيم العسكري، حديثه ل "الرياض" والذي واصل أردف قائلا: إن العالم يعيش الأن حالة من الاندماج الثقافي المستمر مواكبة لسرعة التقدم التفني في مجال الاتصال وتنامي حركة التنوير ما يؤدي إلى تطور إيجابي في البنية الاجتماعية والثقافية لكل طرف من الأطراف المشاركة في هذا التفاعل، موضحا العسكري في لقاءه أن الفكرة والطموح لمسمى "قصر طليطلة يأتي في المقام الأول كونه اسما لمدينة عتيقة يقال إن معناه القديم أمن أو سر ساكنوها، إضافة إلى أنها كانت فيما مضى ما جوهرة البلاد العربية الأندلسية ومحور قوتها، واستطرد يقول بسقوطها دق المسمار الأول في نعش الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس، وربما للهجرة والهجرة المعاكسة وتقاسم التضاريس والأناشيد والأسماء والأماني دور في هبوط هذا الاسم، وواصل الحديث يقول تصاعدت فكرة إحياء مسمى مركز طليطلة على اكتاف قرية جبلية تسمى "ذرى الكحلتين بوادي العوص" منوها إلى أن هذه الفكرة تسير في ظل الاستراتيجية الطموحة لهذا الوطن الاستثنائي العظيم متمثلة في مشاريع قمم السودة ورجال ألمع ورؤية 2030 لبلادنا المباركة. وكشف العسكري، في حديثه عن فكرته المتجددة وعن رغبته المتقدة لبناء مشروع ثقافي واسع لبناء آفاق آرحب للمفهوم الثقافي الأدبي الأوسع والأشمل، وجدد الدكتور العسكري تأكيده على أن التقدم التكنلوجي والرقمي الهائل ومنافسة العلوم الطبيعية والتطبيقية للعلوم الإنسانية بشكل عام "وهي قضية يطول فيها الحديث" تسبب في تأخر دور المبدع والأديب والكاتب، ولذلك عانت رجال ألمع كغيرها من ركود أدبي له مسببات حقيقية بعضها تخص المبدع وبعضها حوله، ومن هنا تبدأ فكرة الاستسلام والتسليم أو حتى التشبث بالتاريخ لإخضاع الحاضر وغياب الرؤية المستقبلية وهذا ما يجعل ميزة الوهج العلمي أو الثقافي الأدبي تتلاشى شيئا فشيئا، خصوصا إذا ما علمنا أن التجارة الأدبية إن صح التعبير لم تعد ذات مردود ولم تعد منافسا لأنواع أخرى من التجارة ووظائف أو استثمارات طلب العيش. واختتم العسكري حديثه ل "الرياض" واصفا مسيرته الثقافية الأدبية بالمتواضعة عند الحديث عن ذاته ومنتجه الأدبي ولكنها عظيمة عند الحديث عن أساتذته وما تظمه مكتبته من كتب وما تختزنه ذاكرته من معلمين وأدباء ومهتمين، زاعما أنه قد استفاد كثيرا من هذه التجربة وتمنى توسيع دائرة المعرفة بأهل الثقافة لتأسيس فضاء فكري وأدبي يستحق التحليق فيه.