وكأن الصقور (يشل) الصوت باسم الوطن وليس بصفته الفردية (أنا كالقيامة ذات يوم آت)، الصقور؛ قدر هذا الرجل حتى في اسمه أن يكون جمعاً عالي المستوى والمكانة والمكان، وأن يصبح حديث المجالس في العالم الافتراضي وفي عالم الواقع، وأن تلتف أرواح الإنصات والثناء والإكبار حول شاعر جاء من أعالي حدود الوطن ليصل إلى أعالي حدوده في جهاته الثلاث، مروراً بقلبه وعاصمة مجده. الشاعر مهذل الصقور كانت أول مرة أسمع له قصيدة عن طريق ولدي محمد، ورغم صغر سنه حينها –أي ولدي- إلا أنه يتذوق الأدب ويزن للكلمة قيمتها وجمالها، ويعلم ولعي بالأدب نثره وشعره، فصيحه وشعبيه، فيهديني بين وقت ووقت من باقاته الزاهرة، ومن بعد أول استماع أصبحت أبحث عن ما أجده للصقور من قصائد إلى أن جاء بكامل ذاته وشعره وفلسفته من خلال برنامج (ذا قال) مع خالد عون في بودكاست ثمانية، وليكون هذا الظهور إعلان حضور مستدام إلى جانب أسماء جديرة أن تمثل ثقافتنا السعودية التي خرجت من مرحلة المخاض إلى مرحلة التصدير والصدارة مع رؤيتنا الوطنية 2030، والحضور الذي لا يقبل إلا أن يكون الرقم الأول إلى جوار أشقاء عرب هم منا ونحن منهم. أنا كالقيامة ذات يوم آت، لسان وطن نطق به ابن وطن منحه الله سبحانه وتعالى ملكات وقبول، شطر يحكي عن حتمية القدوم في رمزية واستعارة حملت معنى وفرغت معنى، فالقدوم حتمي ولكنه قدوم مختلف، قدوم ابتداء لا انتهاء، قدوم يملى الأفق وينشر النور ويمضي في طريق الأدب الخصب. ولا تثريب على الصقور عندما قال في إحدى قصائده بلغتنا المحكية في إحالة إلى حالة من الزهد في الظهور من قِبله أو من قبل شخص افتراضي: ما علق اسمه في عمود صحافي ولا استخال من الفلاشات براق لأقول له دفاعاً عمن علق اسمه على عمود صحفي: ما هو بعيب تمتلي به صحافي ما دامها مع وضح القول تنساق ولأعلق اسمه على عمود صحفي يزهو به اسم وأديب وفيلسوف؛ كان غيب باختياره لانكفائه على أدبه ومشاغله إلى أن أصبح عِلماً وعلماً، ولأقول على لسانه: أنا كنت غيباً ذات يوم فات.