تحولت الواحات والمزارع السعودية من مجرد حقول هادئة إلى وجهات سياحية نابضة بالحياة، تحمل للزوار تجربة متكاملة تجمع بين جمال الطبيعة وعبق الريف. ولم تعد هذه المزارع محصورة في إنتاج الغذاء فقط، بل أصبحت رمزًا للسياحة المستدامة، ومقصدًا يجمع بين الترفيه والتعلم والاستمتاع. وبين بساتين النخيل وكروم العنب وحدائق النباتات العطرية، يجد الزائر متعة التنقل في مساحات طبيعية تحتضن أصالة المكان، وتقدم هذه المزارع لروادها أنشطة متنوعة تبدأ بتذوق المنتجات الطازجة والأطعمة المحلية، مرورًا بجولات زراعية تعريفية، ووصولًا إلى مساحات للراحة ومناطق ألعاب للأطفال، ما يجعلها تجربة جاذبة لكافة الأعمار. هذا التحول لم يأتِ مصادفة، بل جاء ضمن جهود المملكة لدعم السياحة الريفية وتمكين المزارعين من تحويل أراضيهم إلى مشاريع سياحية متكاملة، وأسهمت المبادرات الوطنية في توفير البنية التحتية والتدريب والتمويل، لخلق بيئة تتيح للمزارع أن يكون مساحة إنتاجية وسياحية في آن واحد.وتؤكد هذه التجربة أن المزارع السعودية لم تعد مجرد مصدر غذاء، بل باتت رئة خضراء ومتنفسًا حضاريًا، يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 في تعزيز جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة، إنها رحلة من الأرض إلى الحياة، تعكس كيف يمكن للتراث الزراعي أن يتحول إلى صناعة سياحية واعدة تعانق المستقبل.