واصلت الأسهم الأميركية صعودها الأسبوع الماضي، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.59 % ومؤشر ناسداك 100 بنسبة 1.67 %، مغلقين عند مستويات قياسية جديدة. وصل ستاندرد آند بورز 500 إلى 6,600 دولار، بينما بلغ ناسداك 100 24,136 دولارًا، مما يعكس قوة موجة صعود دفعت مؤشر S&P لأكثر من 30 % فوق أدنى مستوياته في أبريل، في واحدة من أسرع موجات الصعود خلال خمسة أشهر على مدار نصف القرن الماضي. وقد تغذت هذه الزيادة على تفاؤل المستثمرين بأن ضعف سوق العمل المعتدل وتراجع التضخم سيمنح مجلس الاحتياطي الفدرالي الثقة لبدء دورة التيسير المنتظرة منذ فترة. تتوقع الأسواق احتمالاً بنسبة 96.2 % لخفض معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع لجنة السوق المفتوحة يوم الأربعاء، في حين تراجع احتمال خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس إلى 3.8 % فقط، وفق أداة CME FedWatch. بعيداً عن قرار الفيدرالي، سيتجه اهتمام المستثمرين إلى بيانات مبيعات التجزئة لشهر أغسطس يوم الثلاثاء، حيث تشير التوقعات إلى زيادة شهرية متواضعة بنسبة 0.2 %. وستُراقب القراءة عن كثب بحثاً عن علامات على مرونة المستهلك، إذ تظل اتجاهات الإنفاق عاملاً محورياً يوفر نظرة إضافية على قوة الطلب الاستهلاكي. على مخطط الأربع ساعات، يحافظ مؤشر ستاندرد آند بورز 500 على هيكل صعودي قوي. يقع الدعم الأول عند المتوسط المتحرك البسيط 9 أيام حول 6,506 دولارات، يليه خطوط دعم أفقية عند 6,478 و6,356 دولاراً، تتوافق مع مناطق التوطيد السابقة التي شكلت قاعدة قوية للموجة الحالية. على الجانب الصاعد، المقاومة الفورية عند 6,600 دولار، وهو أعلى مستوى تاريخي حديث. أي اختراق مستمر لهذا المستوى قد يفتح الطريق لمزيد من المكاسب ويعزز الزخم الصعودي السائد. مؤشر الدولار الأميركي: تراجع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.12 % الأسبوع الماضي ويواصل التداول على مستويات منخفضة اليوم مع انتظار المستثمرين لقرار خفض الفائدة في 17 سبتمبر. تتوقع الأسواق على نطاق واسع خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس مع احتمال ضئيل لتحرك 50 نقطة أساس، مما قد يضغط على الدولار. كما يتضمن التسعير توقعات بمزيد من التيسير خلال 2026 لتخفيف مخاطر الركود الاقتصادي. ازدادت توقعات خفض الفائدة المتعدد بعد ارتفاع مطالبات إعانة البطالة الأسبوعية إلى أعلى مستوياتها منذ أكتوبر 2021، عقب تقرير الوظائف غير الزراعية الضعيف الذي طغى على بيانات تضخم أعلى من المتوقع. تراجع اليورو قليلاً إلى 1.173 دولار بعد أن خفّضت وكالة فيتش تصنيف فرنسا الائتماني إلى A+ من AA-، أدنى مستوى لها تاريخياً، مشيرة إلى عدم الاستقرار السياسي وارتفاع الدين مع بدء رئيس الوزراء سيباستيان ليكورنو محادثات الميزانية. ومع ذلك، لم تؤثر الترقية كثيراً على الأسواق، في الوقت الذي ألمح فيه البنك المركزي الأوروبي إلى أن دورة خفض الفائدة قد تقترب من نهايتها، مشيراً إلى استقرار نسبي في السياسة بعد أشهر من التيسير، وهو ما قد يكون إيجابياً لليورو. يتداول مؤشر الدولار أدنى المتوسط المتحرك 9 أيام على الرسم اليومي، ما يخلق انحيازاً هابطاً. على مخطط الأربع ساعات، يتحرك المؤشر ضمن قناة هبوطية، مع دعم فوري عند 97.2 دولاراً، يليه أدنى مستوى في 1 يوليو عند 96.3 دولاراً. المقاومة الفورية عند مستوى المتوسط المتحرك 50 عند 97.7 دولاراً، تليه المقاومة عند المتوسط المتحرك 200 عند 98.1 دولاراً. ارتفعت أسعار النفط اليوم بعد مكاسب الأسبوع الماضي البالغة 0.74 %. يأتي ذلك في ظل ضغوط الرئيس ترمب على أوروبا لوقف شراء النفط الروسي واستعداد الولاياتالمتحدة لفرض عقوبات كبيرة على إمدادات النفط الروسي. كما من المتوقع أن تدفع واشنطن حلفاءها في مجموعة السبع لفرض تعريفات تصل إلى 100 % على مشتريات الصين والهند من النفط الروسي. سيراقب المستثمرون عن كثب التطورات في الشرق الأوسط بعد الغارة الإسرائيلية في قطر الأسبوع الماضي والهجمات الأوكرانية على المصافي الروسية. خلال عطلة نهاية الأسبوع، استهدفت الطائرات المسيّرة موقع Kinef، إحدى أكبر المصافي الروسية بطاقة سنوية تزيد على 20 مليون طن، ما يعزز احتمال دعم أسعار النفط على المدى القريب. يتداول النفط حالياً عند 63.18 دولاراً بارتفاع 0.5 % خلال الجلسة. على مخطط الأربع ساعات، يتشكل نمط مثلث متماثل يربط بين قمم 66.47، 64.39، و63.78 دولاراً، والقيعان عند 61.88 و62.11 دولاراً. لمواصلة الصعود، يحتاج النفط لاختراق المثلث عند 63.48 دولاراً وتجاوز المقاومة الرئيسية عند 64.33 دولاراً، أما الدعم فيوجد عند 62.33 دولاراً. واصل الذهب ارتفاعه منذ أواخر أغسطس وحتى منتصف سبتمبر، مدعوماً بتوقعات قوية لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر. أدت بيانات ضعف سوق العمل إلى الضغط على عوائد السندات والدولار الأميركي، مما ساهم في صعود الذهب. على الرغم من أن معدل التضخم السنوي بلغ 2.9 % في أغسطس، أضاف الاقتصاد الأميركي 22,000 وظيفة فقط الشهر الماضي، مما رفع معدل البطالة إلى 4.3 %. سيشير اجتماع لجنة السوق المفتوحة يوم الأربعاء إلى ما إذا كان الفيدرالي سيعطي الأولوية لضعف سوق العمل على مخاوف التضخم. كما عززت مشتريات البنوك المركزية القوية، وتدفقات الصناديق الاستثمارية (ETF) المتينة، وعدم اليقين بشأن سياسات ترمب، الطلب على الذهب كملاذ آمن، لا سيما بعد محاولة ترمب إقالة حاكم الفيدرالي ليزا كوك. إضافة إلى ذلك، أدى لهجته التيسيرية في جاكسون هول إلى زيادة تدفقات الصناديق الاستثمارية (ETF) بنسبة 80.3 تريليوناً في الربع الثاني من 2025. يتداول الذهب حالياً حول 3,640 دولاراً بعد أن تجاوز 3,675 دولاراً في 9 سبتمبر، صاعداً من 3,450 دولاراً في أواخر أغسطس. على الرسم الفني، شكل الذهب نمط علم صاعد خلال الجلسات الأربع الماضية. الدعم الفوري عند نحو 3,612 دولاراً وفق المتوسط المتحرك 9 أيام، بينما أي اختراق لمستوى 3,675 دولاراً قد يدفع لموجة صعودية جديدة.