عزّنا - بعد الله - في قيادتنا آل سعود، وطبْعنا الأصيل هو الحضارة والكرم. تغنّى الشعراء ببلاد العز، فجعلوها قبلة الدنيا وزهرتها، وحصنَ أمنٍ لكل من ضاقت به السبل. نادت فسمعها عبدالعزيز الفذّ، فوحّدها وأرسى بنيانها. إن ذكرى توحيد هذا الصرح الشامخ - المملكة العربية السعودية - على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ورجاله المخلصين، ذكرى خالدة راسخة في الأذهان؛ إذ وضع قواعد ثابتة لهذا الوطن، من أهمها استتباب الأمن بعد الله، ومحاربة الفقر والظلم والجهل. ثم جاء من بعده أبناؤه البررة، كلٌّ منهم له بصمة مضيئة وسجلٌّ حافل بالإنجازات، وصولاً إلى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، عهد الإنجازات غير المسبوقة. السعودية حصن منيع بعد الله، وجبل طويق شامخ، ووطن الجمال الذي نفخر بقيادته أمام العالم. وفي اليوم الوطني الخامس والتسعين، يحتفي الشعب السعودي تحت شعار: "عزّنا طبعنا، فوق الأرض وتحت السماء"؛ أحلامنا تعانق المجد، وهنا السعودية، وطن الإنجازات، حيث القيادة والشعب قلب واحد ويد واحدة. الوطن هو الصورة والذكرى الراسخة في العقل، وهو الحضن الدافئ، وهو مناسبة الفرح والفخر حين نحتفل بيومه الوطني. إنه رمز الحب والانتماء، ومجال الأحلام والآمال التي نصوغها بعمق انتمائنا، وبتجذرنا في ترابه ومائه وسمائه. الوطن هو الملاذ الآمن بعد الله، وهو الكنز الساكن في قلوبنا، وهو شعلة الحنين والاشتياق، ومساحة الحب التي تحتضن الجميع. يسكننا ونَسكنه، نرتشف من جباله وسواحله وذرات ترابه معنى الخلود والأمان. وطننا كرّمه الله بأن جعله مهد رسالاته وقبلة المسلمين، وشرّفنا بأن نكون أبناءه وحُماته. ومن هنا، يقتضي الوفاء أن نبذل أرواحنا وكل ما نملك لأجل عزّه وسموّه، بعد الله ثم بفضل قيادتنا الحكيمة التي تمضي بنا إلى آفاق الأمن والرخاء. يبقى وطني رمز الجمال والعطاء، وشمس الخير الساطعة على العالم، والحضن الذي لا يغيب دفؤه. إنه القلب النابض في الشرق، والراية الخفّاقة فوق هام السحب. حفظ الله وطننا وقيادتنا وشعبنا من كل سوء، وجعل أيامنا كلّها أعياداً في ظل هذا العزّ المجيد.