تحولت الطرق الدائرية بمساراتها الجبلية والمعلقة على الجسور العملاقة، بمدينة مكةالمكرمة، والمشاعر المقدسة، ومشروعات تطوير الأحياء القديمة، ومشروعات المجمعات الفندقية، والضواحي السكنية الفاخرة، والمراكز الثقافية التاريخية، إلى نوافذ مشرعة لرصد ملامح المشروعات التنموية العملاقة التي تشهدها أم القرى. المشروعات التنموية في قطاعات النقل والتطوير العقاري ومشروعات البنية التحتية التي تنفذ بأم القرى ليست كبقية المشروعات في مدن ومحافظات المملكة، بسبب ارتفاع التكلفة الكبيرة، والتي أرجعها متخصصون إلى الاشتراطات التنظيمية الصارمة والمواصفات والمقاييس الدقيقة ومنها ما يخص البناء لضمان أعلى معايير السلامة، ولصعوبة التضاريس والجغرافيا، حيث تتطلب مشروعات الحفر والقطع الصخري تكاليف عالية، مع وجود ضغوط زمنية تتطلب تنفيذ المشروعات في فترات محددة كونها مرتبطة بمواسم الحج والعمرة بسبب رفع ساعات العمل طوال ساعات اليوم. صابر عبد المنعم "مشرف مشروعات" ألمح إلى أن ارتفاع ايجارات مساكن العمالة، ومقرات الشركات، ومستودعات المعدات، وتنفيذ المعايير العالمية للجودة لضمان الاستدامة أسباب انعكست على تكاليف المشروعات بمكةالمكرمة. في اتجاه مماثل، لم تقف الطبوغرافية الصعبة لمدينة مكةالمكرمة والتي ترتفع عن سطح البحر (330) متراً، وتتجاوز مساحتها (4800) هكتار، بجبالها الداكنة والشامخة، المكون جلها من صخور بركانية شديدة الصلابة وأودية جرانيتية، أمام عجلات التنمية والتطوير للبنى التحتية والعلوية، في مدينة عالمية، تتسم بحراك وتجدد الوفود في مواسم العمرة والحج. "جولة الرياض" الميدانية على مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، كشفت عن مئات المشروعات التي تضاعف قيمة تنفيذها بسبب التضاريس الصعبة لأم القرى، في الوقت التي يمكن أن تنفيذ تلك المشروعات في بقية مدن ومحافظات المملكة بأقل تكلفة. ورصدت "الرياض" قمم جبلية ما بين حي العزيزية والهجرة تم دكها، وقطع كميات مهولة من القطع الصخري، فضلاً عن تنوع كبير في الآليات والمعدات التي تعمل على سفوح وقمم تلك الجبال. ولا أدل على رسم ملامح تلك الصور من أن جبال ضخمة تم نسفها، ودكها، لتنفيذ طرق دائرية أو لشق أنفاق للمركبات أو للمشاة، أو لتمديد شبكات المياه والكهرباء والصرف والتكييف والأنترنت. محسن عولقي " مشرف معدات" أوضح للرياض أن مكة أصبحت ملتقى المعدات الثقيلة، نظراً لضخامة المشروعات الكبيرة في مجال التطوير العقاري، والمشروعات الحكومية، والتي أصبحت لا تنقطع سواء في مكة او المشاعر المقدسة، مبيناً أن استخدامات القطع الصخري تنفذ بمكة بشكل واسع مثل التفتيت الكيمائي، والتفجير بالديناميت بعد دراسات مركزة تنفذها شركات متخصصة لرصد الأبعاد الجيولوجية والهندسية لتقييم المخاطر وضمان السلامة. "الرياض" رصدت كذلك بعضاً من المشاهدات لتنفيذ مشروعات تنموية ضخمة، تجاوزت صلابة صخور جبال مكةالمكرمة حيث تم قطع وهدم ونقل أعمال قطع الصخور بمساحة 7.5 مليون متر مكعب لفتح طريق شرياني في اتجاه منطقة العزيزية، ومن ثم ساحة الجمرات بمنى وصولاً إلى شارع الحج، لاكتمال منظومة طريق محوري. "جولة الرياض" على جبال مكة خرجت بمشاهدات اقتصادية، حيث أن جل تلك الجبال التاريخية شهدت مشروعات نوعية من التنمية المستدامة على الرغم من ارتفاعها فمثلاً جبل خندمة، الذي يصل ارتفاعه إلى 420 متراً، تحول إلى أرض جاهزة للاستثمار الفندقي وجبل ثور الذي ترتفع قمته إلى 759 متراً فوق سطح البحر، طالته معدات تطويره لمركز تاريخي وثقافي، وكذلك جبل حراء التاريخي.