تشهد المملكة تحولًا نوعيًا في القطاع الزراعي مع دخول الروبوتات إلى عالم الحصاد، حيث باتت التقنية الحديثة شريكًا رئيسيًا للمزارع في حقول النخيل. هذه الروبوتات الذكية تعمل على قطف الثمار بدقة عالية وسرعة متواصلة، بما يفتح الباب أمام حقبة جديدة من "الحصاد الرقمي" الذي يغيّر ملامح الزراعة التقليدية. لم يعد دور الروبوت مقتصرًا على تعزيز الإنتاجية، بل أصبح أداة أساسية لتخفيف الأعباء عن العمالة الزراعية وتقليل المخاطر التي يتعرض لها المزارعون أثناء صعود الأشجار وفحص الثمار. ومع تطبيق الأنظمة الروبوتية في مزارع التمور، أصبحت عملية الحصاد أكثر أمانًا وكفاءة، مع انخفاض واضح في نسب الهدر والتلف، وزيادة ملموسة في كمية الإنتاج وجودته.تسهم هذه الخطوة في دعم مسار الزراعة المستدامة الذي تتبناه المملكة، إذ تواكب الروبوتات متطلبات الأمن الغذائي وتعزز كفاءة استغلال الموارد. كما أن دمج الذكاء الاصطناعي في مهام الحصاد يضع المملكة في موقع ريادي بمجال "الزراعة الذكية"، ويمنحها ميزة تنافسية في إدارة سلاسل الإنتاج الزراعي. ومع استمرار تطوير الأنظمة الروبوتية، تتجه المملكة نحو مستقبل زراعي رقمي أكثر شمولًا، خصوصًا في قطاع التمور الذي يعد من أبرز المحاصيل الاستراتيجية. دخول هذه التقنيات إلى الحقول يمثل بداية مرحلة جديدة، عنوانها تقليص الجهد البشري ورفع القيمة المضافة للمنتجات الزراعية، وصولًا إلى نموذج زراعي أكثر استدامة وكفاءة.