حققت المملكة خلال الأعوام الأخيرة قفزات نوعية في مجال الحوكمة الرقمية، مدفوعة برؤية طموحة تهدف إلى تحديث الخدمات الحكومية وجعلها أكثر ذكاءً وسرعةً وسهولةً في الاستخدام. وتُعد هذه الرؤية محور أجندة التحول الرقمي الأوسع نطاقًا في المملكة، وهي أولوية وطنية تهدف إلى تحسين جودة الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين وفي قطاعات الأعمال، إلى جانب تعزيز كفاءة العمليات الحكومية. وفي هذا السياق، سلّط تقرير جديد صادر عن شركة كي بي إم جي الضوء على حجم الإنجازات المحققة، والتحديات المترافقة لها، بالإضافة إلى خارطة طريق نحو بناء منصة حكومية موحدة من شأنها أن تُعيد تعريف طريقة تفاعل الأفراد مع الخدمات العامة. وتقود هيئة الحكومة الرقمية مسيرة التحول الرقمي ة، حيث تقوم بتقييم دقيق للمنصات الحكومية من خلال «مؤشر نضج التجربة الرقمية» حيث حقق المؤشر نتيجة مميزة بلغت 85.04 %؛ في عام 2024م؛ وهوما يعكس الجودة العالية لتجربة المستخدم عبر 39 منصة تمَّ تقييمها، وهو ارتفاع ملحوظ عن 24 منصة فقط في عام 2023م. وفي هذا السياق، صرّح أنس أبو صلاح، مدير تنفيذي في استشارات تجربة العملاء في كي بي إم جي الشرق الأوسط، قائلا:»إنّ الأمر يتجاوز مجرد بناء مواقع، أو تطبيقات؛ بل هو تعزيز التفاعل بين الحكومة والمواطنين، عبر تقديم خدمات سلسة، وميسرة لدرجة، لتصبح جزءًا من حياتهم اليومية». وقد أثمرت هذه الجهود بالفعل عن نتائج إيجابية، حيث أحدثت المنصات، مثل: «أبشر»، و»توكلنا»، و»مساند»، نقلة نوعية في مختلف جوانب الحياة، بدءًا من الهويات الرقمية، وصولًا إلى السجلات الصحية وخدمات العمالة، كما حققت المملكة إنجازًا عالميًا بتقدمها إلى المركز الرابع في «مؤشر الأممالمتحدة العام لتطور الحكومة الإلكترونية»، متفوقة على العديد من الاقتصادات المتقدمة.