أكد الاختصاصي النفسي وليد الزهراني أن قلق الانفصال يُعدّ من أبرز الاضطرابات النفسية التي قد تواجه الأطفال، مشيرًا إلى أنه يتمثل في خوف مفرط من الابتعاد عن الوالدين أو المنزل، ويصاحبه ضيق شديد وأعراض جسدية مثل الصداع وآلام البطن. وأوضح الزهراني أن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الخامس يشترط استمرار المشكلة لمدة أربعة أسابيع على الأقل لتشخيصها كاضطراب قلق انفصال. وأضاف أن الأسباب قد ترتبط بضغوط الحياة كطلاق الوالدين، أو الانتقال إلى مدرسة جديدة، أو وفاة شخص مقرب، فضلاً عن العامل الوراثي والتعلق المفرط بالوالدين. وبيّن الاختصاصي أن الأعراض تشمل الخوف من فقدان الأهل أو إصابتهم بمكروه، التمسك المفرط بالوالدين، رفض المشاركة في الأنشطة التي تتطلب الانفصال، صعوبة النوم بمفرده، ورؤية كوابيس متكررة، إضافة إلى مظاهر عضوية كالقيء أو الصداع. وعن طرق العلاج، أكد الزهراني أن إنشاء روتين ثابت، واستخدام الطمأنينة بالكلام واللمس، ومنح الطفل ألعابًا انتقالية مفضلة، كلها خطوات تساعد في التخفيف من حدة القلق. وأوصى باستخدام أساليب اللعب مثل لعبة "الاختفاء" لتعليم الطفل أن الأشخاص يبقون موجودين حتى عند الغياب، مع أهمية تمكين الطفل من اتخاذ قرارات بسيطة تعزز استقلاليته. وشدّد الزهراني على ضرورة مصاحبة الطفل في المدرسة خلال الأسابيع الأولى والتدرج في الابتعاد عنه، إضافةً إلى أهمية العلاج المعرفي السلوكي الذي يمنح الطفل تدريبات نفسية تساعده في تجاوز هذه المشكلة.