يمثل مجسم نافورة دلال القهوة بخصائصه التوافقية "الكرم والأصالة والإرث الثقافي"، شاهداً على واحدة من نقاط انطلاق الأشكال الجمالية الأكثر تميزاً في محافظة الطائف باعتباره مشروعاً حضارياً مدعوماً بمجموعة من الدلال التي تقف بكل بهائها على أعمدة إسطوانية وقيمة ثقافية، احتلت مساحة وسط الطائف امتدت لأكثر من 45 عاماً قبل أن تنتقل لموقع آخر. يقول محمد العدواني ل"الرياض": نافورة دلال القهوة من أقدم المجسمات الجمالية التي أبدع الفنان في تصميمها وأبرز المعالم التراثية التي زيّنت المحافظة وارتبطت بذاكرة أبنائها على مدى سنوات، لافتاً إلى أنه كان يتوسط واحداً من أهم طرق الطائف وهو الموقع الذي يُعرف اليوم ب"ميدان العلم" قبل نقله إلى منطقة الردف. وأضاف: برز كمعلم تراثي يعكس القيم الأصيلة، ورمز انغرس في ذاكرة الأجيال لعشرات السنين، وكعنوان للضيافة ومصدر إلهام للشعراء ومهوى الحنين لكل من عرف الطائف في أبهى صورها فانسكبت مشاعر أبنائها في أبيات من الشعر، واحتفظت الصور بملامح تلك اللحظة قبل نقله من موقعه، وبقيت مشاعر أبناء الطائف المأنوس معلقة بها إذ ارتبطت بذاكرتهم أكثر من 40 عاماً. وتابع العدواني: نافورة دلال القهوة معلم لم يكن بالنسبة لنا حجراً ولا معدناً وحسب، بل بصمة لافتة في المشهد الجمالي، وروحاً من هوية الطائف وحكاية تختزن كرم الضيافة ستبقى خالدة في الوجدان مهما غاب أثرها عن العيون.