على امتداد السواحل الجنوبية للبحر الأحمر، تقف أشجار المانغروف في جازان شامخة كأنها حراس البحر، تتوشح بالخضرة، وتغزل بين الجذر والموج حكاية حياة لا تنتهي، فهي ليست أشجارًا ضاربة الجذور في الماء المالح فقط، بل ثروة طبيعية تمثل رئةً خضراء، ودرعًا واقيًا، وملاذًا آمنًا لمخلوقات البحر والطيور. وتحمي غابات المانغروف شواطئ جازان من التعرية وزحف الأمواج، وتعمل خط دفاع طبيعيا يصد العواصف، فتمنح الساحل استقراره وتمنح البحر توازنه، ويؤكد خبراء البيئة أن المانغروف قادرة على امتصاص كميات من الكربون تفوق أضعاف ما تمتصه الغابات البرية، مما يجعلها جنديًا صامتًا في معركة العالم ضد التغير المناخي.