كتبه: ريما ناصر عبدالله عندما تنشأ في فكر قولٌ تظنّ أنه فعل، تبدأ الفجوة بين الحقيقة والتظاهر. يقرأ بعضهم الكُتب، يناقشون كيف تفكر النساء، وكيف يتعامل الرجال، ويرفعون شعارات الحرية وكأنها حق حصري لهم. لكن الحقيقة أن الحرية حقٌّ لكل إنسان ما دام محافظاً على مبادئه وقيمه، متمسكاً بعاداته وتقاليده بعين العقل والبصيرة. فإن ازداد ثباته كان ذلك مباركاً. والإنسان في الأصل حُر، ما دام فعله لا يعارض دينه. تجلس مع كاتب، فتجده يحدثك بكل ما يثير فضولك. وتجلس مع آخر متلبساً ثوب الدين، فيذكرك أنه لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى. ثم تذهب إلى من يُسمّى منفتحاً، فيقول لك لا فرق بين ذكرٍ وأنثى. ومن هذا التنوع تتشكل شخصية حرة تبحث عن ذاتها. لكن ما إن يفرض المرء رأيه حتى يُوصف بالمتحرر غير راشد. ثم يأتيك من يقول قال الله وقال رسوله، لكنه لا يعمل بما يقول. وتجد الكاتب ثرثاراً يلبس قناع الديمقراطية وهو في حقيقته مؤسس الديكتاتورية. أما ذلك "المنفتح" فانفتاحه حصراً عليه لا على غيره، يردد أن النساء ناقصات وأن الرجال قوامون، ولو نظر ملياً في واقعه لرأى أن المرأة قد تكون قوّامة عليه، وأنه ليس إلا ناقصاً في فهمه وعدله. ألم تعلم أيها الكاتب أن المتنبي قال: لا تَنهَ عن خُلقٍ وتأتيَ مثلَهُ عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيمُ أوَلم تقرأوا أن الله عز وجل قال في محكم تنزيله: "كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ" ويا من تزعم القِوامة، أنظر إلى واقعك؛ كثيرون لا يستقيم لهم شأن إلا بيد امرأة ليستقيموا بها، فيظنون أنفسهم رجالاً أمام رجالهم. فحدّثوني يا عقلاء: أهذا ما أردتم من مجتمع يقول ما لا يفعل؟ وأؤكد أنني لا أعني بهذا المقال المجتمع بأسره، فالتعميم جهل، ونحن أرفع من أن نصف أنفسنا بالجهل. إنما سلطت قلمي على عيّنة تعيش معنا ، لأني كنت تحت ضوءهم، فرأيت التناقض بعيني كتبه: ريما ناصر عبدالله