هزّت سلسلة انفجارات عنيفة العاصمة اليمنية صنعاء، أمس (الأحد)، بعدما شنت الطائرات الإسرائيلية موجة من الغارات الجوية هي الأوسع منذ أسابيع، استهدفت مواقع تابعة لميليشيات الحوثي. مصدر أمني إسرائيلي أكد لوسائل إعلام محلية، أن الضربات جاءت "رداً مباشراً" على الهجمات الصاروخية الأخيرة التي أطلقها الحوثيون باتجاه إسرائيل، مشيراً إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي قصف نحو 50 هدفاً في العاصمة. وبحسب المصدر، فقد شملت الأهداف محطات كهرباء، ومستودعات وقود، إضافة إلى مواقع عسكرية، فيما دوّت انفجارات ضخمة قرب شركة النفط في شارع ال60 بصنعاء، كما أفاد شهود عيان بأن القصف طال محيط المجمع الرئاسي، وقواعد لإطلاق الصواريخ. تأتي هذه التطورات بعد يومين من إطلاق الحوثيين صاروخاً باليستياً باتجاه إسرائيل، كشف تحقيق عسكري لاحق أنه كان مزوّداً برأس حربي متعدد المراحل وقابلاً للانشطار، في تطور اعتبرته تل أبيب تهديداً إستراتيجياً مباشراً. كما أوضحت مصادر سياسية إسرائيلية أن أجهزة الاستخبارات، وفي مقدمتها"أمان" والموساد، تعمل على إعداد"قائمة أهداف موسعة" لضرب مراكز الحوثيين واغتيال قيادات بارزة بينهم. وكشفت عن فشل محاولة اغتيال استهدفت رئيس أركان الحوثيين محمد عبد الكريم الرومري أثناء مأدبة مع مسؤولين كبار. الهجمات الإسرائيلية الأخيرة تأتي في سياق تصعيد متبادل، حيث كثّف الحوثيون منذ نوفمبر 2023 هجماتهم على سفن تجارية في البحر الأحمر بزعم دعم غزة، وأطلقوا عشرات الصواريخ نحو إسرائيل دون أن تحقق نتائج ميدانية بارزة. في المقابل، واصلت إسرائيل والولايات المتحدة تنفيذ غارات مشتركة على مواقع حوثية في اليمن لضرب بنيتها العسكرية. ويشير مراقبون إلى أن تصاعد الهجمات بين الجانبين يعكس تحوّل الحوثيين إلى لاعب إقليمي مباشر في الصراع الدائر بين إسرائيل ومحور طهران، الأمر الذي ينذر بتوسّع رقعة المواجهات وتداخل جبهاتها في المنطقة.