تمر بنا الليالي، والأيام، وتطوينا الآجال، ولا نحفظ سوى اسماً نخطه على صحائفنا بماء بدل المداد، وينطفئ هذا النور، وتزول المحبة، وتضمحل الأماني، ويهدم الموت ما بنيناه، وتصبح الحياة ماضياً قد زال واختفت آثاره، وحاضراً يركض لاحقاً بالماضي. ويظل الحُب والود الورقة الرابحة، وجميعنا ننشد هذا الحب. فهذه الأحرف الأربعة التي دائماً هي الأمل في هذه الحياة، وهي الحديقة الجميلة التي تضم أطيب رائحة. الزهور نتداولها في جميع مناسباتنا وحياتنا اليومية، تغنى الشعراء بالحب، وكتب عنه الأدباء والمثقفون، وحملته الكتب منذ العصور، ومنذ أن خلق الله الكون. لكن كيف نصل إلى الحُب الصادق النظيف ونفعله على أرض الواقع؟ إنسان قد نقع في حُبه ويقع في حُبنا؛ بغض النظر عن أي مصلحة ونتوقع أن نطور مع هذا الإنسان علاقة طويلة المدى؟ كعلاقة الزوج بزوجته، ووالديه وأولاده، وأسرته، ومجتمعه. وتتفاوت المحبة وصلة القرابة والأصدقاء لهم نصيب الأسد من هذه المحبة. ويكبر أطفالنا، ومن بعدهم أحفادنا على هذا الحُب الطاهر، ونصمد في وجه العواصف، ونحب بعضنا حُباً غير مشروط في السراء والضراء. وإذا جاءك سهم قاتل من أقرب الناس، فسوف تجد من ينزع عنك هذا السهم، ويداوي الجراح، ويعيد لك الحياة والبسمة. لا تحزن على يوم مضى فإنه لن يعود إليك إلى يوم القيامة، بما فيه من خير أو شر. لا تيأس. انتظر ضوءًا جديداً، وأملاً جديداً يتسلل إلى قلبك، فيعيد له نبضه. لا تقف كثيراً على الأطلال خاصة إذا كانت الأشباح عرفت طريقها. وإذا لم تجد من يسعدك فحاول أنت أن تسعد نفسك.