الجيش الأوكراني يستعيد ثلاث قرى في دونيتسك أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن لقاءً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين سيكون"الطريقة الأكثر فعالية لإحراز تقدم" في مسار إنهاء الحرب، في الوقت الذي احتفلت فيه بلاده بيوم الاستقلال وتبادلت أسرى حرب مع الجانب الروسي. وأعلن الجيش الأوكراني أن قواته استعادت ثلاث قرى في منطقة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا، إضافة إلى شن غارات بطائرات مسيرة على مناطق روسية تسببت احداها باندلاع حريق في محطة للطاقة النووية قرب مدينة كورسك. وبعد جهود دبلوماسية حثيثة وضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتوسط في قمة بين نظيريه الروسي والأوكراني، بدت آفاق السلام متعثرة الجمعة عندما استبعدت روسيا أي لقاء وشيك بين بوتين وزيلينسكي. غير أنّ زيلينسكي أكد الأحد أنّ "محادثات بين الرؤساء هي الطريقة الأكثر فعالية لإحراز تقدّم"، مجدداً الدعوة لعقد قمة ثنائية مع بوتين. وخلال احتفالات عيد الاستقلال التي حضرها المبعوث الأميركي كيث كيلوغ ومسؤولون غربيون آخرون، قال زيلينسكي "معا، نحن الأوكرانيين وشركاءنا، نعمل على دفع روسيا نحو السلام. وهذا ممكن". ومنح المبعوث الأميركي وسام الاستحقاق الأوكراني خلال الاحتفال. ووصلت الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات ونصف سنة والتي أودت بعشرات الآلاف إلى طريق شبه مسدود، علما بأن روسيا تمكنت مؤخرا من إحراز تقدم بطيء، وسيطرت السبت على قريتين في منطقة دونيتسك (شرق). في المقابل، أعلن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية أولكسندر سيرسكي الأحد، أنّ قواته استعادت ثلاث قرى في منطقة دونيتسك. وقال سيرسكي في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "نجحت قواتنا في شنّ هجوم مضاد ودحرت العدو من قرى ميخايليفكا وزيليني غاي وفولوديميريفكا في منطقة دونيتسك". كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان الاثنين، أن الدفاعات الجوية التابعة لها، اعترضت ودمرت 21 طائرة مسيرة أوكرانية فوق أراضي عدة مقاطعات روسية خلال الليلة قبل الماضية. وقال البيان "خلال الليلة الماضية، من الساعة 23:00 بتوقيت موسكو يوم 24 أغسطس إلى الساعة 7:00 بتوقيت موسكو الاثنين، اعترضت منظومات الدفاع الجوي ودمرت 21 طائرة مسيرة أوكرانية"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء. من جانبه قال جيه.دي فانس نائب الرئيس الأميركي إن روسيا قدمت "تنازلات كبيرة" في سبيل إنهاء حربها مع أوكرانيا عبر التفاوض معبرا عن ثقته في إحراز تقدم وذلك على الرغم من غياب مؤشرات واضحة على اقتراب الصراع من نهايته. وذكر فانس لشبكة (إن.بي.سي) أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم عددا من التنازلات منها حصول أوكرانيا على ضمانات أمنية تحميها من أي عدوان روسي في المستقبل. وقال فانس في تصريحات أذيعت الأحد "أعتقد أن الروس قدموا تنازلات كبيرة للرئيس الأميركي دونالد ترمب للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات ونصف السنة...". وأضاف "أدركوا أنهم لن يكونوا قادرين على تنصيب نظام تابع في كييف. كان هذا بالطبع مطلبا رئيسيا في البداية. والأهم من ذلك، أقروا بأنه سيكون هناك بعض الضمانات الأمنية لسلامة أراضي أوكرانيا". وذكرت مصادر الأسبوع الماضي أنه لكي توقف روسيا هجماتها، يطالب بوتين بتخلي أوكرانيا عن كامل منطقة دونباس في الشرق وتخليها عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والتزامها الحياد وعدم نشر قوات غربية في أوكرانيا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة نُشرت الأحد إنه يتعين على مجموعة من الدول، من بينها الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، أن تكون ضامنة لأمن أوكرانيا. وجدد ترمب يوم الجمعة تهديده بفرض عقوبات على روسيا إذا لم يتم إحراز تقدم نحو تسوية سلمية في أوكرانيا خلال أسبوعين مبديا بذلك إحباطه من موسكو بعد أسبوع من اجتماعه مع بوتين في ألاسكا. وقال فانس إنه سيتم النظر في العقوبات على أساس كل حالة على حدة، وأقر بأن فرض عقوبات جديدة على روسيا لن يدفعها على الأرجح إلى الموافقة على وقف إطلاق النار مع أوكرانيا. وأشار فانس إلى إعلان ترمب هذا الشهر عن فرض رسوم جمركية إضافية 25 بالمئة على السلع الهندية عقابا على مشتريات نيودلهي من النفط الروسي باعتباره نوعا من الضغط الاقتصادي الذي يمكن استخدامه في السعي لتحقيق السلام. وقال نائب الرئيس الأميركي "لقد سعى لتوضيح أنه يمكن إعادة روسيا إلى الاقتصاد العالمي إذا أوقفوا القتل، لكنهم سيستمرون في العزلة إذا لم يفعلوا". الرئيس الأوكراني