تزدهر الأوطان بازدهار التعليم، ويزدهر التعليم بوجود المعلم المتميز ومنحه المكانة والقدر الذي يليق بدوره وعلو قدره، فمكانة المعلّم رفيعةٌ في ثقافة الأمم والشعوب الناجحة. ولا يقتصر دور المعلم على أدائه لوظيفة التعليم باختلاف وتعدد تخصصاته ومستوياته، بل يتجاوزه إلى وظيفةٍ لا تقل أهمية، ألا وهي التربية ومنها التربية الوطنية، التي هدفها تنشئة الأجيال على مكارم الأخلاق وتعريفهم بالحقوق والواجبات، ومكانة الوطن وما يستحقه من تقدير وتضحيات. اللافت في هذا المجال أن أبواب التعليم "الأهلي" في المملكة، ما زالت مُشرعة للوافدين خاصة في المراحل المبكرة (الروضة - الابتدائية)، وهي مرحلة بناء التصورات وتشكل الهوية؛ لذا المَرْجُوّ من المعنيين بالأمر إعادة النظر في شروط التوظيف في هذه المرحلة، وجعله مقصورًا على الشباب والشابات السعوديين، وليس في الأمر تقليلٌ من قدر الآخرين، لكنه إقرارٌ بطبيعة الإنسان، إذ الإنسان ابن بيئته، وشبابنا المؤهل تعليميًا وتربويًا هم الأقدر والأخلص؛ ليشاركوا الأسر السعودية مهمة تأسيس وبناء رواية الوطن في نفوس النشء، وتعريفهم بهويتهم الوطنية. نعم، نحن أعرفُ بجذورنا، وأفصحُ من الجميع حين نروي ملاحم التأسيس، ومسيرة البناء والعطاء السعودية، وفي قلوبنا قبل أعيننا ترتسم حدوده ومستقبله، وكُلنا يقين أن الأوطان لا تعلو بغير سواعد شبابها. * كاتب ومستشار إعلامي