تتواصل أعمال مرحلة المسرعة ضمن مسار الحرف اليدوية في برنامج "مسرعات نمَاء"، الذي يشرف عليه الصندوق الثقافي، بمشاركة أربعين منشأة حرفية من مختلف مناطق المملكة. وتمتد المرحلة على مدى أربعة عشر أسبوعًا مكثفًا، تتوزع خلالها سلسلة من الجلسات التطويرية والإرشادية وورش العمل واللقاءات الإثرائية، في إطار خطة متكاملة تهدف إلى دعم قطاع الحرف اليدوية وتعزيز استدامته. يحمل البرنامج في جوهره رؤيةً تسعى إلى تحويل الحرف اليدوية من مجرد ممارسة تقليدية إلى صناعة إبداعية ذات قيمة اقتصادية وثقافية عالية. فالحرف، بما تمثله من أصالة تاريخية وارتباط بالهوية السعودية، تحتاج اليوم إلى مسارات جديدة تعزز حضورها وتمنحها القدرة على المنافسة في الأسواق المحلية والدولية. وهنا يأتي دور "مسرعات نماء" في تقديم الدعم المؤسسي والمهني اللازم لتحقيق هذا التحول. المرحلة الحالية لا تقتصر على التدريب النظري، بل تجمع بين التطبيق العملي والإرشاد الفردي والعمل الجماعي، من خلال: جلسات تطويرية تُبنى على دراسة دقيقة لكل منشأة لتحديد أولوياتها ووضع خطة تطويرية واقعية. ورش عمل متخصصة تقدم أدوات عملية وتطبيقات ميدانية تساعد على رفع كفاءة العمل والإنتاج. جلسات إرشادية فردية يتابع فيها خبراء مختصون مسار كل منشأة بشكل مباشر، مع تقديم التوجيه المناسب. لقاءات إثرائية تتيح للمشاركين فرصة الاطلاع على تجارب رائدة محلية وعالمية، وتبادل الخبرات مع شخصيات فاعلة في المجال. جلسات تواصل تفتح آفاق الشراكات بين المنشآت المشاركة، وتخلق بيئة للتعاون المستقبلي. من المنتظر أن تثمر هذه المرحلة عن نقلة نوعية في منتجات الحرف اليدوية السعودية، سواء من حيث الجودة أو من حيث القابلية للتسويق محليًا ودوليًا. كما تسهم في تحقيق الاستدامة المالية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتوفير فرص عمل جديدة للحرفيين والشباب المبدعين، مع تعزيز الهوية الثقافية في المنتجات الحرفية، بحيث تصبح واجهة حضارية للمملكة. تستند هذه الجهود إلى مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تضع الصناعات الثقافية والإبداعية في قلب استراتيجيتها التنموية. ويعكس استمرار مرحلة السرعة التزام الصندوق الثقافي بتمكين الحرف اليدوية، وتحويلها إلى رافد اقتصادي يسهم في رفع جودة الحياة، ويعزز مكانة المملكة كمركز إقليمي وعالمي للثقافة والإبداع. إن استمرار مرحلة المسرعة لمسار الحرف اليدوية في مسرعات نماء لا يمثل مجرد برنامج تدريبي، بل يعد منصة وطنية لبناء مستقبل الحرف على أسس احترافية ومعايير عالمية. ومع مشاركة أربعين منشأة في هذه المرحلة المكثفة، تتشكل ملامح قطاع حرفي أكثر قوة وقدرة على المنافسة، قادر على أن يسهم بفاعلية في الاقتصاد الإبداعي، وأن يعكس صورة المملكة كحاضنة للتراث ومتجددة في آن واحد.