قُتل ما لا يقل عن 31 شخصا وأصيب 13 آخرون، إثر قيام قوات الدعم السريع بمهاجمة مخيم للنازحين في ولاية شمال دارفور بشمال غرب السودان، بحسب ما أعلنته شبكة أطباء السودان. وأضافت الشبكة أن الهجوم استهدف مخيم "أبو شوك" الواقع على مشارف الفاشر، مضيفة أن "المصابين تلقوا العلاج في ظل ظروف إنسانية وصحية مزرية". جدير بالذكر أن المدينة، وهي عاصمة ولاية شمال دارفور، تعاني من نقص حاد في الأدوية والكوادر الطبية والغذاء بسبب حصار قوات الدعم. وتقول الأممالمتحدة إن مخيم "أبو شوك" تعرض لهجوم من جانب قوات الدعم السريع 16 مرة على الأقل خلال الفترة بين يناير ويونيو، ما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 100 آخرين. كما قتل 17 شخصا وأصيب 25 في قصف لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في دارفور بغرب السودان، بحسب ما أفاد مصدر طبي، فيما يعاني سكان الإقليم من سوء التغدية وانتشار الكوليرا في ظل استمرار المعارك. وقال المصدر الذي تحدث طالبا عدم ذكر اسمه إن "عدد القتلى الذين وصلوا إلى المستشفى بلغ 17 إلى جانب 25 جريحا، وهناك قتلى دفنتهم عائلاتهم دون الذهاب للمستشفى بسبب الظروف الأمنية". وأكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، وهي مجموعة مستقلة معنية بتسجيل الانتهاكات، وقوع "قصف مدفعي ثقيل" نفذته الدعم السريع السبت و"استهدف أحياء سكنية داخل المدينة". وقالت التنسيقية في بيان إن الهجوم أسفر عن قتلى وجرحى مدنيين "إلى جانب أضرار كبيرة في الممتلكات والبنية التحتية". ووصفت الهجوم بأنه "الأعنف منذ فترة طويلة، حيث بدأ القصف منذ ساعات الصباح الباكر واستمر حتى ما بعد منتصف النهار، ما خلق حالة من الذعر والهلع وسط السكان العزل وأدى إلى موجات نزوح جديدة من بعض الأحياء المتأثرة". والفاشر هي المدينة الرئيسية الوحيدة في إقليم دارفور التي ما زالت خارج سيطرة قوات الدعم السريع. أدت الحرب التي اندلعت في السودان منتصف أبريل 2023 إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين. كما تواجه البلاد أزمة انسانية وغذائية حادة، وأسوأ تفش للكوليرا منذ سنوات. وأسفرت هجمات قوات الدعم السريع على المخيمات المحيطة بالفاشر، وخاصة مخيم زمزم الذي كان يؤوي مئات الآلاف من النازحين، عن موجات نزوح ضخمة وإفراغ المخيم من معظم سكانه. وتكدس معظم النازحين الفارين من مخيمات الفاشر في مدينة طويلة إلى الغرب من الفاشر، حيث ينتشر سوء التغذية الحاد وتتفشى الكوليرا. وقال مصدر طبي مسؤول لفرانس برس الأسبوع الماضي إن 63 شخصا على الأقل توفوا في خلال أسبوع بسبب سوء التغذية الحاد. وبحسب منظمة أطباء بلا حدود، توفي 40 شخصا على الأقل في إقليم دارفور بسبب عدوى الكوليرا خلال أسبوع. وخلال العام الماضي، سجلت المنظمة نحو 100 ألف إصابة بالكوليرا وأكثر من 2400 وفاة. وأعلنت المجاعة في عدة مناطق من السودان بسبب نقص المساعدات الغذائية وارتفاع أسعار المواد الأساسية جراء المعارك العنيفة.