إن ما وصل إليه العالم من تطور وتكنولوجيا في الآونة الأخيرة وخلال فترة بسيطة شيء مذهل في شتى المجالات، مما ساهم في ارتفاع رفاهية حياتنا. ومع هذه التكنولوجيا المتطورة خاصة في مجال الاتصالات والإعلام وسهولة الإنتاج والانتشار، ظهرت ونشأت العديد من الشركات المتخصصة التي أبدعت وابتكرت في مجال الإعلام المرئي والمسموع من مواقع وبرامج وتطبيقات، وساهمت بنشرها بين عامة الناس، وسهلت استخدامها واقتناءها، ونتيجة لذلك، ما نراه في الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات من تدنٍ ديني وثقافي وأخلاقي وحتى ترفيهي. لقد أصبحت هذه المنصات مصدرة لكل ما هو غير مقبول لدى المجتمعات بحجة الربح المادي والانتشار وجلب الانتباه (الترند)، عن طريق تناول مواضيع عميقة وحساسة مع أشخاص غير مؤهلين، وأتاحت الفرصة لهم لنشر أفكارهم ومفاهيمهم المنحرفة والخاطئة وزرعها بين المجتمع، مما قد يؤثر على فئات معينة ومستهدفة. لقد سمحت هذه المنصات لكل شخص يمتلك وصولاً لشبكة الإنترنت بفتح حساب في تطبيق أو قناة، وفتح كاميرا التصوير ومسك ميكرفون ليقول ما يشاء وكيفما يشاء، ويصور ما يريد، أو أن يقوم بعمل سطحي مبتذل لا يمت للواقع بشيء ضارباً بعرض الحائط كل الثوابت الدينية والمجتمعية ليصبح حديث اللحظة فقط، وليكون مطلب الشركات والإعلانات، بحثاً عن المال حتى لو بطريقة مبتذلة. وفي الفترة الأخيرة انتشرت فكرة برامج البودكاست، وهي أن مقدماً يستضيف ضيفاً ليحاوره في مواضيع يكون الضيف على علم ودراية بها، والحقيقة بعضها لها محتوى هادف وجميل وضيوف مميزون، ولكن هناك بعضها الذي أرى يجب تسليط الضوء عليها لمحاسبتهم على ما يقدموه، كما حدث من أيام قريبة من لقاء خرج عن كل ما هو سليم وصحيح، وتناول علاقة الرجل بالمرأة، وكيفية التعامل معها والنظرة لها، وكان فيها استنقاص من جنس يمثل نصف المجتمع بطريقة يجب الوقوف عندها وعدم السماح بتكرارها ومحاسبة كل يقلل من شأن الآخر. وهناك الكثير والكثير من البرامج التي تناولت مواضيع متعلقة بالدين الإسلامي بحجة التجديد والتنوير، مخالفاً الثوابت وحتى الفروع وأشخاص يتحدثون من دون علم شرعي يؤهلهم لذلك، وفئة تتكلم في مواضيع الأسرة والتربية الحديثة وعلوم الطاقة وحتى الرياضة لم تسلم، فأصبح كل من هب ودب يمسك بهذا المايك ويبدأ بالتكلم والتنظير وقول رأيه الذي أتمنى لو كان صحيحاً فأعذر، إنما كلها مغالطات وأخطاء. ولكن الحمد لله لوجود هيئة الإعلام المرئي والمسموع التي تنظم وتراقب بما يتوافق مع قيمنا، والتي لها الحق بوضع المخالفات والعقوبات لكل من يخالف أو يتجاوز الأنظمة، مشوهاً صورة إعلامنا وصورة المجتمع السعودي.