في مسعاه الفني لتوظيف الحجارة الصامتة لرواية قصة وطن نابض بالتاريخ والانتماء، يبدع الفنان خالد العنقري في منحوتة جديدة بعنوان «وطن» تجمع بين قيم النحت الكلاسيكي المرتكز على الرخام الطبيعي وبين روح الحداثة في التكوين البصري الرمزي، ما يضع هذا العمل في سياق الفن المفاهيمي المحلي المرتبط بالهوية السعودية. يتكوّن العمل من قرص رخامي دائري أبيض اللون يحتضن تفريغًا دقيقًا لخارطة شبه الجزيرة العربية، منفذة برخام أخضر داكن، تحيط بها حواف دقيقة من الذهب، ما يرمز إلى القيمة العالية للأرض والوطن في وجدان الفنان والمجتمع. وتبدو قاعدة المنحوتة مصنوعة من حجر الرياض الطبيعي، لتؤكّد على الأصالة والانتماء الجغرافي، حيث إن المادة نفسها مستخرجة من أرض الوطن. أما ظهر المنحوتة، فيكشف عن مشهد محفور لقصر الطريف التاريخي في الدرعية، وهي أول عاصمة للدولة السعودية ومهد انطلاقتها. ويظهر القصر مرسومًا بخطوط ذهبية دقيقة على الرخام، ليكون خلفية بصرية وتاريخية تعزز المعنى العميق للمجسم من الجهتين. وبذلك يجمع العمل النحتي بين البساطة الرمزية وعمق الدلالة الوطنية، لتجسيد الهوية الجغرافية والتاريخية للمملكة من خلال خامات طبيعية مختارة بعناية، وتقنيات نحت دقيقة تعبّر عن ارتباط الفنان العميق ببيئته وتراثه. خالد العنقري منحوتة وطن