يمتلك قطاع الفنون البصرية بالمملكة مواهب استثنائية من الروّاد والشباب، وقد هيأت الدولة -رعاها الله- من خلال «وزارة الثقافة» وهيئة الفنون البصرية البيئة الممكنة لنشاط هذه المواهب وفق رؤية 2030، عبر برامج ومبادرات نوعيّة، تشمل مختلف مجالات القطاع، والتي تتمثل في: الفن التشكيلي والرسم، والتصوير الفوتوغرافي، والأعمال التركيبية، والنحت، وفن الخط، والفنون الرقمية والفيديو، وفن الوسائط المتعددة، وغيرها. ويعد الفنان التشكيلي خالد بن سليمان العنقري أحد هؤلاء الفنانين الذين استثمروا هذه الرعاية في إنتاج عدد من المنحوتات الإبداعية، منها منحوتته بعنوان "Ego – الأنا"، والتي يقدم من خلالها رؤية بصرية وفلسفية عميقة لمعنى الهوية وتراكم التجربة الإنسانية، من خلال كتلة رخامية محلية تحولت إلى كيان نابض بالفكر والتأمل. ويقول عنها الفنان: "Ego" ليست مجرد منحوتة، بل تأمل مفتوح في ماهية الذات، سؤال متجسد في الحجر: من نحن عندما نصمت وننظر إلى داخلنا؟ ويشير العنقري إلى أن العمل منحوت بانسيابية دقيقة، تدور خطوطه حول فراغ مركزي يمثل "الأنا" بوصفها جوهرًا خفيًا لا يُرى، لكنه يحرك كل شيء من حوله. و..»هذا الفراغ ليس عدماً، بل هو فراغ ممتلئ، يحتضن في داخله تجارب الإنسان ومشاعره وذكرياته، تتراكم وتتشكل في دوائر متداخلة، بدون حواف حادة، تمامًا كما تتداخل طبقات الشخصية البشرية دون قطيعة». أما عن الهوية بالمنحوتة فيقول إنها ليست مجرد ملامح خارجية، بل شبكة من الأحداث والمواقف المرتبة بحسب أثرها في النفس. وبذكاء نحتي فريد، وهو يعكس هذا الترتيب من خلال حركة الكتلة حول المركز، حيث تنساب الخطوط في مسار متزن ومتجانس، دون صراع، وكأنها تسعى لفهم ذاتها من الداخل. ومن خلال هذا العمل يواصل العنقري نهجه في استكشاف البعد الفلسفي للإنسان عبر المادة الصلبة، ويُجسد المدرسة التي تأثر بها في النحت الروماني، ولكن بروح محلية أصيلة، نابعة من خامة الرخام السعودي الذي يحمل بصمة المكان والزمن. منحوتة الأنا ( Ego ) الفنان خالد العنقري