يواصل فنان النحت خالد العنقري إثراء الحالة الثقافية بالمملكة من خلال منحوتة جديدة بعنوان "حواء"، والتي من خلالها يعزز مشروعه الفني الذي يمزج بين الفلسفة والجمال، ويؤكد مرة أخرى أن النحت يمكن أن يكون لغةً عميقة تحاور الإنسان وتستفز أسئلته الأولى. ومن خلال المنحوتة يقدم العنقري رؤية تجريدية آسرة، من الرخام الطبيعي المحلي، تجسّد صورة الأنثى الأولى كرمز كوني للخلق والغواية، للستر والقداسة. وتتخذ المنحوتة هيئة مهيبة لامرأة ملتفة برداء ينساب بصمتٍ حجري، في تجويفاته وأضلعه تكمن أسرار الوجود الأنثوي. ويقول العنقري إنه اختار الشكل غير المباشر ليمنح "حواء" أبعادًا تتجاوز الجسد، وتلامس الروح، فيصير الرداء هنا أكثر من غطاء... «إنه سترٌ رمزي يحفظ جوهر الأنثى، ويمثل الحضور والغياب، الظهور والخفاء، البساطة والغموض». ويشير فنان النحت إلى أن ما تخفيه المنحوتة أكثر مما تظهره، كما هو حال "حواء" في الخيال الإنساني: مزيج من الحنوّ والقوة، من المعرفة الأولى والفضول الأزلي، لافتاً إلى أنه نحت السطوح بانسيابية تُبرز جمالية الرخام المحلي بخطوطه الطبيعية المتقاطعة، وكأنها تعبير عن تشابك الأقدار والاختيارات منذ لحظة الخلق. ومن خلال المنحوتة يصل العنقري إلى الحكمة بقوله: "حواء" ليست تمثالًا لأنثى بقدر ما هي تأمل نَحتي في فكرة الأنوثة كقيمة إنسانية، حاضرة وغامضة، تشكّل الوعي والكينونة منذ البدء، وتبقى إلى ما لا نهاية». خالد العنقري منحوتة حواء لخالد العنقري